لا شك أن للإعلام دوراً هاماً وأساسياً في حياة الشعوب ، سواء في كشف الحقائق أو في معالجة العديد من القضايا في مختلف المجالات الحياتية .. وتقتضي الأمانة الإعلامية طرح أو مناقشة القضايا أياً كانت السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو غيرها بكل تجرد وموضوعية .. وبما يبصر ذوي الشأن بمكامن الأخطاء والسلبيات في سبيل العمل على معالجتها والحد من استفحالها ، ومعاقبة وتقويم مرتكبيها بالطرق القانونية .. والصحافي أو الإعلامي الحصيف يفترض دائماً أنه صاحب رسالة وذو قيم نبيلة ، وهو عين الحق بنزاهته وعدله في قول كلمة الحق وفي نقل الحقائق ويسعى باستمرار لتحقيق أهداف سامية .. وهو كذلك الباحث عن الحقيقة والناقل لها ، ومن يعبر عن هموم ومشكلات وقضايا المجتمع ، ونقل الوقائع بمهنية وحيادية .. والساعي إلى حلها من خلال النقد البناء والطرح الموضوعي بوضوح وشفافية .. وأبرز صفاته الأساسية : النزاهة ، ودماثة الأخلاق ، والذكاء ، واللباقة ، وسعة الثقافة ، وحسن التعامل مع محيطه ، والاهتمام بمصالح الآخرين ، وقبل كل ذلك الالتزام بمواثيق شرف المهنة الصحفية والإعلامية .. كل تلك الصفات الحميدة تجعل من الصحفي أو الإعلامي أحد الشخصيات المؤثرة التي تحظى بمكانة عالية ، وبمركز اجتماعي مرموق ، وأحد قادة الرأي العام الذين يتمتعون باحترام وتقدير كافة الأوساط المجتمعية .. وكما أن هناك مواقع إعلامية وإخبارية ، وصحفاً وطنية تلتزم غالباً بأخلاقيات المهنة وبالموضوعية وتحري الحقيقة ، ويؤدي العاملون بها واجبهم الإعلامي والصحفي بشيء من المهنية وكامل المصداقية .. هنالك بعض المواقع الإخبارية وبعض الصحف الحزبية والأهلية التي تجهل أو تتجاهل المعنى الحقيقي للرسالة الإعلامية السامية بأهدافها النبيلة ،البعيدة عن اعتساف الحقيقة ، وعن الابتزاز والانتهازية .. فأحياناً ما تتبنى تزييف بعض الحقائق ، وقد تتجاهل الحديث عن أحداث بعينها مقابل إبراز الحديث عن أحداث أخرى وفقاً لما تقتضيه المصالح الحزبية أو الذاتية .. بل ويوجد من يحاول تشويه الصورة المشرقة للإعلامي أم الصحفي النزيه سواء كان عاملاً بموقع إخباري أم بصحيفة ما ، وذلك من خلال التجرؤ على ابتزاز بعض رجال الأعمال أو المؤسسات والشركات التجارية .. وتلك – لا شك – ممارسات مشبوهة وغير سوية .. وهنا نخلص إلى أننا بحاجة إلى إعادة الاعتبار لهذه المهنة الجليلة باعتبارها السلطة الرابعة ، والحد من الكذب والتضليل وإثارة البلبلة من قبل المتاجرين بالكلمة في سبيل الابتزاز وسعياً وراء الشهرة على حساب القيم والمبادئ والأعراف الإعلامية والصحفية .. وتظل المهنة الإعلامية بمختلف أشكالها من أسمى المهن وأجلّها ، ولها مكانة مهمة بين الأمم والشعوب ، حيث تولي العاملين في مجال التعبير عن حال المجتمعات كل الإجلال والتقدير ، كما توليهم الكثير من الاهتمام والعناية .. فيقينها أن لدى تلك الأصوات الشريفة القدرة على الارتقاء بحال هذا المجتمع أو ذاك من خلال الكلمة الحرة الصادقة ، لأنها تمثل السيف الصارم الذي يخشاه أصحاب المآرب المشبوهة ، وهذه مسلمة جلية .. الجانب الآخر من الصورة يؤكد وجود الصحفيين والإعلاميين الذين يحترمون مهنتهم الجليلة ، ذوي النزاهة والمثابرة الذين يقارعون الفساد بمختلف أشكاله ، ويدافعون عن الحق والعدل بكل جرأة وإصرار وجدية .. برغم ما يواجهونه من معوقات وصعوبات وأخطار حقيقية .. ويتبوأ أولئك منزلة رفيعة بين كافة أوساط المجتمع ، ويرسمون صورة مشرقة للإعلام والصحافة الوطنية .. ولهذا فواجب كافة الصحفيين والإعلاميين الشرفاء العمل بمختلف الطرق على تنقية الساحة الإعلامية من الشوائب ، ويفترض المبادرة برصد النماذج السيئة من تلك الصحف والمواقع الإخبارية ، وضعاف النفوس ممن يخلّون بأخلاقيات المهنة ، وتصدر عنهم تصرفات غير مسئولة لا تمت للمهنة بصلة ، واتخاذ مواقف حاسمة من قبل الجميع ومن قبل النقابات المهنية والجهات المعنية ، ضد كل من يشوّه ويضعف الدور الفاعل والمؤثر لهذه المهنة الإعلامية الراقية .. وتلك هي القضية . [email protected]