كأني بالزمان يدور كهيئته من زمن الثورة اليمنية عام مضى بما فيه من ألم وأمل ودموع وشموع انطوى كسحابة صيف من الاستبداد والطغيان انقشعت ,ولعلي استعير من ذاكرة العام تلك المشاهد الثورية من فتية يمضون بخطى وئيدة يرصون صفوفهم ليؤسسوا ساحات العزة والإباء. وعجلة الأيام تمضي ويلوح لي من أرشيفها ذكريات ساحات وقد بدأ الناس يتوافدون على خوف اليها,وبعدها تنطوي الساعات ليعلن النظام حربا ضروسا وتجسد في معركة الكرامة,وتدور عقارب الزمان ليستقوي مارد الثورة المترنح بأقطاب اليمن من وجهاء وعلماء وعسكر ولعلي لن انسى ان ابحث في إدراج توثيق الأحداث واستخرج من سجله البائس محرقة هولوكوست تعز والتي سكر المستبدون من دماء ابريائها حتى الثمالة,ولن تخونني ذاكرتي حتى اعرج على ذلك الفجر الذي استعاد فيه احرار الحالمة تعز ساحتهم بشموخ وعنفوان لتستمر الحكاية حتى يسقى الفراعنة من الحكام العسكريين فيها من نفس الكأس بهزيمة نكراء من شباب تعز الذين تصدوا للآلة الدموية بصمود أسطوري فريد. عام مضى وما نسينا فيه اسود أرحب وهم يسامون سوء العذاب من فوهات المدافع الجائرة لكن قناتهم لم تلين وتمضي الشهور ونسترق من سمع الزمان ذلك الصوت النسائي الثائر الذي تربع على عرشه عالميا توكل كرمان وفيه دخلت الثورة الأجندة الدولية , وان التاريخ لن يغفل تلك الصفحة السوداء التي كتبها قتلة النساء في تعز والذين ارتأوا ان يلونوا وجوههم الكالحة بدماء الشهيدة تفاحة واخواتها ولعلي احلق بمخيلتي لتحط رحالي في دول الخليج والمبادرة الخليجية وهنا يحضرني ابن عمر وهو في حلبة المصارعة مع صالح في الرياض وتنطوي الايام لتسقط قلاع الفساد بمعول ثورة المؤسسات. وما زالت آلة الزمن متحركة لنصل الى نقطة البداية والتي نحيي فيها ذكرى فبراير والتي ترتدي فيها الساحات حلة بهية مرصعة بزمرد التضحية وياقوت الفداء وان كان من ضيف شرف فهو كل ثائر حر ضحى من اجل الوطن , وان كان من عظيم يملؤه الزهو تشرئب الاعناق اليه فهو الشهيد الذي روى الارض بدمه حين عزت الدماء وهو الذي ضحى حين قلت التضحيات. عام حزن وبلوى على المستبدين النفعيين الخاسرين لمصالحهم وعام تغيير ونصر للشعب اليمني واننا ونحن نلج الى أولى الذكريات نستلهم من احداثه ان الثورة كشفت تلك الوجوه المهترئة التي اختزلت الوطن بمصلحة عابرة,وهي نفسها الآن التي تتباكى حنقا على الانتخابات الرئاسية ,وايضا لا أنسى ان ننوه الى ان الحكمة اليمنية تجلت واضحة بسياسة النفس الطويل لرموز النضال اليمني التي سعت الى انجاح الثورة بأقل الخسائر.