الثورة إن لم تولد من رحم الإبداع فقد ولدت الإبداع، والإبداع بحد ذاته ثورة على المألوف، وساحاتنا الثورية شهدت ميلاد وتألق كثير من المبدعين، في مجالات فنية، وإعلامية عدة فتحي الصوتيات ( كما يلقبه الثوار ) اسم ذائع الصيت في ساحة الحرية بتعز، وأحد الرائعين الذين لهم بصمة في صفحات ثورة فبراير المجيدة، إنه مهندس الصوت لساحة الحرية فتحي محمد أحمد من أوائل الثوار، وحادي ركب الثورة.. خصومات..!! ثائر حر خرج كغيره من الثوار ضد الظلم والفساد، والصوتيات لقب أضافه الثوار لاسمه بحكم عمله في صوتيات المنصة، وهو يعتبر ذاك اللقب وسام شرف من قبل الثوار و يعني له الكثير. - يقول فتحي: تشرفت بالالتحاق بركب الثورة في يومها الأول من الانطلاقة في 11 فبراير يوم خرجنا مع المسيرة الليلية وعدت بعدها إلى المنزل ثم رجعت بتاريخ 14 فبراير إلى ساحة الحرية، وبالنسبة للعمل في الصوتيات بدأت العمل في الصوتيات قبل الثورة بكثير لكن الثورة والساحة أعطتني زخما وزادت من خبراتي بفضل الله.. ويضيف: أضافت لي الثورة الكثير أضافت لي الإصرار العزيمة ومقارعة الظلم والفساد، أضافت إلى معارفي الكثير من الأصدقاء والأحباب كما أضافت لي الكثير من الخصومات..!! تأثر كان يوم سقوط الشهيد مازن البذيجي، و يوم 4/4 أو يوم المحرقة أو يوم 11/11 يوم فقدنا أغلى الناس لا أدري تتزاحم على مخيلتي الذكريات.. هي أكثر الأحداث التي أثرت فيه، يقول فتحي بحرقة: لكني لا أنسى ولن أنسى جرح المحرقة الذي لم يندمل بعد. منتدى المبدعين وعن الفعاليات الفنية في الساحة التي نالت إعجاب فتحي، يقول: الذي نال إعجابي كثير من الإبداعات التي فجرتها الثورة في كثير من المجالات، لكني أتذكر السمر الليلي الأول الذي أقامته حركة الحرية والبناء وشباب الإبداع وكان مع نجوم الإنشاد والفن في تعز وكان أيام القصف الليلي على المدينة وعلى ساحة الحرية وقد اختلط صوت الرصاص مع صوت الإنشاد. - كما يعتقد أن منتدى المبدعين هو من برزت فعالياته وأنشطته على الساحة والمنصة، ونال استحسان الجميع وهو أول من أخرج الفعاليات الاحتفالية إلى خارج الساحة في أول مهرجان كرنفالي احتفالي بشارع جمال. الشهيد، الساحة، المنصة الشهيد بالنسبة لفتحي هو روح الثورة وباني نهضة الوطن وهو من ضحى بدمه لأجل نحيا نحن من بعده بكرامة وعزة ولبناء اليمن الجديد، أما الساحة فهي الموطن الثاني وملتقى الأحرار وهي من هزت عروش الطغيان، أما المنصة فهي بمثابة الناطق الرسمي والصوت المعبر عن الثورة ومتنفس المبدعين من الثوار الأحرار والحرائر. أم الثوار للشهيد مكانة متألقة في قلب فتحي ولا فرق عنده بين شهيد وآخر، ولكن أكثر من تأثر بها هي من كانت بمقام أمه هي أم الثوار الشهيدة تفاحة عليها وعلى جميع الشهداء رحمة الله. - كما اعترف فتحي أنه يقطع الصوت عن بعض المتحدثين في المنصة، خاصة عندما يقوم المتحدث بالسب والإساءة لأشخاص أو لمكونات الثورة أو يتلفظ بألفاظ لا تليق بأخلاقنا الثورية التي تربينا عليها. إحراج وعن المواقف المحرجة التي تعرض لها فتحي.. يقول: المواقف المحرجة كثيرة في حياتي لكني أتذكر أقوى موقف كان الناس يصلون الجمعة قبل المحرقة وأنا جالس أسجل الصلاة وبدون قصد، فتحت النشيد الوطني والناس يصلون تمنيت حينها أن تنشق الأرض وتبتلعني من شدة الإحراج بصراحة كلما تذكرت الموقف أضحك على نفسي كثيرا . تعز منكوبة وتمنى فتحي أن يخرج الحوار البلاد إلى بر الأمان رغم كل الصعوبات التي يواجهها المؤتمر من عراقيل مفتعلة، وقال بثقة: سوف نرى اشراقة اليمن الجديد في ظل الثورة وبفضل الحوار وبفضل الله وبفضل تضحيات الشهداء والجرحى.. ويعترض فتحي وبقوة على رفع خيام ساحة الحرية، فتعز حد وصفه منها انطلاقة الثورة ومنها التضحيات لكنها للأسف لم تشهد شيء من التغيير تعز منكوبة، كيف نرفع الساحة ولم يتحقق لتعز أدنى متطلباتها! طموحات وعن طموحاته المستقبلية قال فتحي: الطموحات لي شخصيا أن أعمل في قناة تلفزيونية بقسم الصوتيات في إحدى قنوات الثورة يمن شباب أو سهيل لأن الثورة بحد ذاتها هما هاتان القناتان، وطموحاتي العامة أريد مستقبلا يوجد فيه الأمن والأمان، خاليا من الإقصاء ووطنا آمنا يتسع للجميع دون تمييز ونريد مستقبلا يسوده القضاء والعدل والمساواة. رسالة أخيرة أما رسالته الأخيرة فقد وجهها إلى أبناء اليمن جميعا، ناصحاً الجميع أن يكونوا يدا واحدة، ولا يتفرقوا ويقفوا ضد الظلم والفساد، ويكونوا يدا واحدة لبناء اليمن الجديد، ورسالته الأهم كانت لشباب ثورة فبراير أن لا يتهاونوا بدماء الشهداء وأن يوصلوا القتلة والمجرمين إلى القضاء لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم..