أضحت الانتخابات الرئاسية التي ستجري غدا ضرورة شرعية وشعبية لأنها تمثل المخرج الأسلم والخيار الأمثل, والآمن لانتقال السلطة وتحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية, كما تعد في تقدير الكثير من المراقبين المدخل الصحيح لحل أزمات الوطن المتعاقبة والمستفحلة , وهي إلى كل هذا ستعمل بإذن الله على نبذ خيارات العنف في طريق الوصول إلى السلطة, وبالتالي ستَحقِن المزيد من الدماء, ولهذا مثل هذا الخيار التوافقي إحراجاً وتعرية لبعض القوي التي مازالت تؤمن بخيار العنف واستئصال الآخر وعدم التعايش معه وذلك حينما قررت عدم مشاركتها في الانتخابات التي يُعد البديل لها في نظر كل عاقل هو خيارات العنف والاقتتال والتمزق والفوضى, وهذا ما ظل يراهن عليه النظام , إن المشاركة في الانتخابات الرئاسية الحالية وانتخاب فخامة الأخ/ عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية بات من الواجبات الوطنية لمن يعي ويدرك حجم المصالح المترتبة على الدخول والمشاركة في هذه الانتخابات مقارنة بالمفاسد المترتبة على الرضا بالانتخابات كمخرج وطني تنتقل على إثره السلطة, فيكفي من المصالح أن هذا الخيار سيعمل على الحفاظ على ما كان متبقياًٍ من مؤسسات الدولة , وعلى ضمان بقاء ما هو متحقق من البني التحتية للدولة وإن في حدوده الدنيا, وإلا فإن تدمير مؤسسات الدولة وضرب البنى التحتية خصوصاً واليمن إلى الآن لا تعد دولة مؤسسية إلا صوريا وفي وسائل الإعلام أمر بالغ الخطورة وذو تكلفة باهظة سيضطر لدفعها كل مواطن يمني على حساب قوته ومتطلبات معيشته الضرورية, وهنا هل من الحكمة أن يُدمر كل شئ مع وجود خيار سلمي تصان على إثره مقدرات البلد ؟ إنه يجب على الجميع خاصة أولئك الذين يتشدقون بدماء الشهداء أن يعوا أن الشهداء ما قدموا أرواحهم وما استرخصوا دماءهم إلا لتكون وقودا لبناء يمن تعيش فيه الأجيال من بعدهم بكرامة وعزة, وإن من الحكمة أن ننتصر للمقصد الذي لأجله وهب الشهيد ذاته واسترخص في سبيله دمه, ففي نجاح وإنجاح الانتخابات نجاح خيار الأمن والاستقرار, وانتصارا لإرادة اليمنيين في بقاء وحدتهم, التي انتزع اليمنيون بتأييد بقائها وثيقة دولية تمثلت في المبادرة الخليجية التي أفردت بندا من بنودها للتأكيد على أن كل الحلول لما يدور في اليمن يجب أن يكون في إطار الوحدة اليمنية, لهذا تسعي بعض القوى التي كانت وما تزال تتربص بالوحدة إلى إلغاء هذه الوثيقة وذلك من خلال سعيها إلى إفشال الانتخابات تحت ذريعة رفض المبادرة الخليجية, وما يشهد لهذا أو يؤيده أن هذه القوى لم تطرح على القوى الموجودة على الساحة البدائل التي يمكن الأخذ بها كحل أنسب بديلا لتلك المبادرة التي رفضوها, وفي عدم طرحهم مشروعا يكفل تحقيقا لأهداف الثورة التي أكملت عامها والشباب ما يزالون في الساحات ما يثير الريبة والشك أن هذه القوى لديها مخططات ومكائد خفية تستهدف وحدة الوطن وأمنه واستقراره, وتخدم أجندة أجنبية لا تريد لليمن ولا لليمنيين الخير والصلاح, ولذا كان لزاما على كل عاقل يعي مصالح نفسه وشعبه ووطنه أن يدفع ويندفع صوب إنجاح الانتخابات الرئاسية التي نؤمل أن اليمن على إثرها سيرى النور بإذن الله.