لم تكن الرهانات التي روج لها البعض من وسائل الإعلام سوى واحدة من الرهانات الخاسرة التي استهدفت تمزيق وحدة اليمن والإنسان والدولة خدمة لأعداء أمتنا العربية والإسلامية الذين لايريدون أن يروا لهذه الأمة أثراً في الحياة السياسية أو وجوداً على الأرض وقد استهدفت تلك المخططات العدوانية اليمن بدرجة أساسية كون اليمن مصدر إشعاع الخير والسلام والعزة ولأنها بلد الحكمة والإيمان فقد كان التركيز على بلد الإيمان والحكمة استهدافاً للعقيدة والوحدة التي يسعى اليمنيون من أجل الوصول إلى تحقيقها على مستوى الرقعة الجغرافية للوطن العربي الكبير. إن استهداف اليمن بالعدوان والتدمير والتخريب قضية تاريخية ظل اليمن واليمنيون يعانون منها خلال مراحل التاريخ الطويلة قديماً وحديثاً ففي التاريخ القديم كان الصراع مستمراً بين الحضارات الثلاث في قارات العالم القديم آسيا وأفريقيا وأوروبا وهي الحضارة الرومانية في أوروبا وكان لها امتداد ونفوذ في أفريقيا منطقة الحبشة والحضارة اليمنية في آسيا العربية وكانت الصراعات على أشدها في تلك المرحلة بين الحضارتين اليمنية والرومانية، وكانت الحضارة الفارسية في آسيا في الشمال الشرقي منها وعلى مقربة من قارة أوروبا وكان الصراع الدموي بين الحضارة الفارسية والرومانية شديداً من أجل الهيمنة والسيطرة، ولم تكن تهدأ الحروب بينهما إلا عندما يتفقان على حرب اليمن، فقد أشارت المراجع التاريخية إن الفرس والرومان كانا يتفقان على تقسيم اليمن الطبيعية وغزو أرض السعادة والاستقرار اليمن. إن ماحققه اليمنيون على مر التاريخ السياسي الطويل كان دائماً تفويت ذلك التآمر الذي يستهدف كيان الدولة اليمنية ولعل ماحدث خلال الأزمة السياسية اليوم هو تفويت لذلك المخطط التاريخي التآمري على يمن الإيمان والحكمة، وهاهم اليمنيون من جديد يسقطون تلك المؤامرات ويعودون إلى أمجادهم وسيواصلون صناعة التاريخ وسيضيفون صفحة جديدة في تاريخ الحياة السياسية المليئة بالأمل بإذن الله.