قرار مجلس الأمن «2014» الخاص باليمن لم يكن ليصدر بالصيغة المتوازنة التي خرج بها لولا تدخل روسيا الاتحادية في ذلك، وهو التدخل الذي لم يدركه ولم يحس به أحد.. مع العلم أن أي قرار ومنذ فترة يصدر عن مجلس الأمن لم يتميز بالعدالة ولا بالتوازن بفعل انفراد السيطرة والهيمنة على النظام الدولي «هيئة الأممالمتحدة» ومجالسها ومؤسساتها ولجانها من قبل «النظام العالمي الجديد» العولمة أو بشكل أصح «أمركة العالم» و«رسملته» في ظل غياب الدور «الروسي» و«الصيني» خلال الفترة الماضية نتيجة لانشغال روسيا بإعادة بناء وإصلاح النظام فيها، وانشغال الصين في التمدد العالمي في أفريقيا وأمريكا الجنوبية..واستغراقهما لوقت كافٍ لاستيعاب «العولمة» عبر متابعة سياسة النظام العالمي وأهدافه، واكتشافهم أن سياسة العولمة ليست سوى «أمركة ورسملة العالم» وإسقاط الأنظمة المعادية لهذه السياسة وللأمركة، والسعي إلى محاصرة «روسيا الاتحادية، والصين» كنظامين يعيقان سياسة «أمركة العالم».. مع أن استيعاب روسياوالصين لذلك استغرق وقتاً طويلاً، وتأخر كثيراً، لكن الأمور ملحوقة كما يقال فقد بدأتا من «2011» في تحرير القرار الدولي من الهيمنة الأمريكية، وذلك من خلال مشاريع قرارات بشأن اليمن وسوريا، حيث لم تدع للغرب والولايات المتحدة الحرية والانفراد بقرارات مجلس الأمن. لقد لعبت روسيا الاتحادية والصين دوراً كبيراً، وبالذات «روسيا» في رفض مشروع قرار مجلس الأمن الخاص بالشأن اليمني، وأصرت على أن يكون القرار متوازناً، ويدعو للحل السياسي وفق المبادرة الخليجية، فكان القرار المتوازن «2014» الخاص باليمن. وهو قرار يجب أن يعرف اليمانيون دور روسيا في توازنه ودعمه للحل السياسي في اليمن.. ودعمت هذا القرار إلى جانب روسيا«الصين»، الأمر الذي لابد من أن يقف اليمانيون عرفاناً وجميلاً ل«جمهورية روسيا» وأن تسعى بلادنا لتعزيز العلاقات والتعاون مع روسيا في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار وعدم الارتهان وربط مصيرنا بالغرب الرأسمالي ونظامه الرأسمالي المتهاوي.