الملاحظ أن مواقف الصينوروسيا الأخيرة في مجلس الأمن ضد قرارات غربية تستهدف سوريا أصبحت استراتيجية لكلا البلدين «روسياوالصين»، وهي استراتيجية فرضتها الممارسات والسياسات الغربية في العالم، وسعى الغرب خلال العقدين الماضيين إلى توظيف المؤسسات الدولية «هيئة الأممالمتحدة» ومنظماتها ولجانها ومؤسساتها ومجالسها لفرض الهيمنة والسيطرة والتدخل في شئون العالم الداخلية، وإسقاط الأنظمة الوطنية المقاومة الرافضة للمشاريع الإمبريالية الاستعمارية الأمريكية، ومحاصرة الأنظمة المضادة لهذه السياسات وتمددها، مثل النظامين الصيني والروسي.. الأمر الذي أيقظ «الروس والصين» ودفع بهما إلى الحد من هيمنة وسيطرة الغرب على القرار الأممي وإعادة الاعتبار للمجتمع الدولي الذي استضعف واختزل في «النظام الأمريكي» ورغباته. لذلك تخلت «روسياوالصين» عن سياسة الصمت، وعن المواقف السلبية التي انتهجتهما خلال العقدين الماضيين، وجعلت الأمريكان والغرب الأوروبي يعبثون بأمن واستقرار واستقلال الشعوب، ويعوثون في الأرض فساداً ليقوض الأمن والسلام الدوليين، ويصيبون الاقتصاد العالمي بأمراض كثيرة واعتلالات خطيرة وأورام خبيثة. «روسياوالصين» تعملان كحليفين ضد سياسات «أمريكا والغرب»، ويتضح من تصريحات المسئولين في البلدين أن التنسيق قائم وأن عملهما صار استراتيجياً في مواجهة التمدد الاستعماري الرأسمالي والحد منه تحت غطاء الشرعية الدولية المسلوبة. فالقيادات الصينية والروسية باتت تدرك أن مصالحهما مهددة عالمياً، وأن أمنهما واستقرارهما القويين مهددان من قبل الغرب، وأن نظاماً عالمياً جديداً غير الذي رسمه الغرب يجب أن يقوم على التوازن وتعدد القوى.. وهو ما سيدفع الصين والروس إلى إقامة تحالف جديد «تحالف آسيوي» في مواجهة حلف الأطلسي لإقامة توازن دولي، وإعادة الأمن والاستقرار للعالم، وتحرير المجتمع الدولي من الاستلاب الغربي، إلا أن مثل هذا يحتاج إلى صمود «روسياوالصين».. فهل تصمدان أمام النفس الغربي المراوغ؟!