بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أحيي كفاح المرأة اليمنية العظيمة ، وأختص بالتحية/ الأستاذة أمة العليم السوسوة “الموظفة اليمنيةالأممية” التي تزور اليمن حالياً بصفتها “الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير المساعد لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي- مدير المكتب الإقليمي للبرنامج في منطقة الشرق الأوسط”. أمام الوعي المشّرَف لهذه السيدة اليمنية الأنموذج أشعر فعلاً بالغبطة والزهو. والحاصل أن المرأة اليمنية تتقدم عموماً رغم كل معوقات الواقع المحبط ، فيما نضالاتها الدؤوبة استطاعت أن تنتج عديد كوادر نسائية فارقة وملهمة على أكثر من مستوى. تعد أمة العليم السوسوة واحدة من عشرات نساء يمنيات صرن قيادات مجتمعية تزخر بالعطاء والتميز. على أن نهوض المرأة والتطور المجتمعي قيمتان مكملتان لبعضهما، وعلينا أن نصحح رؤيتنا للمرأة حتى تتجاوز كل المعوقات المتراكمة بالتنمية الذاتية والوعي السليم ، إذ برقي النساء خصوصاً يمكن لمؤشرات التخلف في أي مجتمع أن تتقهقر، كما لايمكن لأي مجتمع يأمل بالتحول نحو الفاعلية الحقيقية إهمال معنى المرأة كرأسمال اجتماعي ذي دور محوري - وليس أدنى - في حركة التقدم والإبداع وتفكيك بنى التمييز والتجهيل والانحطاط الراسخة. لذلك أؤكد بأنه “لايمكن محو شعور المرأة اليمنية الذي لايزال قائماً في لاوعيها بأنها ليست من جميع أفراد الشعب” !! – وهو شعور رهيب لاشك سمعته من إحدى الزميلات صدمني كتشبيه توصيفي لمعاناة المرأة هنا من منظورها الذي لن أقول إنها بالغت فيه كمتخصصة علم اجتماع بل ليس لي سوى أن أحترمه الآن - مادام أن إعاقات فرص المرأة في التمكين لصالح الرجل لازالت تتفاقم على أساس اضطهادي فقط ، ما يقودنا إلى أن نكون مجتمعاً مشيناً جداً للأسف، بعد أن صرنا لسنوات في آخر البلدان من ناحية التنمية البشرية العادلة كما يعرف الجميع. فعلى نحو جوهري تحتاج المرأة اليمنية اليوم إلى مناخ مناسب يليق بحقوقها في الأحزاب والمنظمات بصفتها على رأس البؤر المجتمعية القائمة في البلد من أجل المشاركة السياسية والمدنية اللائقتين. ثم إن الأهم هو حاجة المرأة اليمنية في الأساس الى ضمانات قانونية منصفة وشجاعة لاتجعلها ضحية العنف المجتمعي أو الأسري. ولاننسى في السياق أيضاً حاجتها الكبيرة والملحة من الدولة إلى الاهتمام النوعي الكافي بما يساعدها في بناء قدراتها التعليمية والعملية باعتبار أن المرأة في المقام الأول هي الأكثر تضرراً من التهميش وحجم الأمية الرهيبة التي تعانيها البلد.ش