قاعدة مودرن تقول: الله أكبر ثم تقتل ثم ترقص ديسكو.. تطبق وصايا مدرسها المحلي الجديد الذي تعلمها من مدرسه المستورد. *** كلام عجيب ل م. س - الشقيق الأكبر لصديق قديم جداً - من أيام فريق حارتنا القديمة للكرة مطلع التسعينيات، عرفت حينها من صديقي هذا أن أخبار شقيقه ذاك قد انقطعت فجأة عن أسرته منتصف الثمانينيات، وأنه ذهب للجهاد في أفغانستان، صادفته اليوم في مقهى، وسمعت كلامه عن بعد، بينما لم أكن أعرف من هو بالضبط.. كان يتحدث من ورقة لاحظت مسبقاً أنه ظل يكتب فيها ويمسح ثم يكتب فيها ويمسح قبل أن يقرأها لنفسه بصوت عالٍ، شدني منظر رزمة جرائد كثيرة ملفوفة كانت موضوعة أمامه وكيس شفاف بدا أن داخله علب سجائر مختلفة الأصناف، إضافة إلى علب وأشرطة أدوية، فجأة توقفت سيارة خرج منها ثلاثة أشخاص، وقاموا بأخذه إليها بعد مقاومة كبيرة جلبت الناس وقلبت المقهى تحت فوق.. عرفت منهم صديقي القديم شقيقه الأصغر، رغم أن السبل قد تشتت بنا منذ 18 عاماً على الأقل، لم يعرفني هو ولكني عرفته تماماً ثم للتأكد استفسرت وسألت وتيقنت كما عرفت أن “م. س” كان معتقلاً سابقاً ثم مجنوناً سابقاً، لكن المؤكد أنه لايزال على تعبه النفسي أيضاً، رغم هيئته الخارجية المرتبة والأنيقة على نحو ملفت بالتّي شيرت والجينز والحذاء الرياضي وقصة شعره ووجهه الحليق، ما يجعله أقل من عمره الذي أعتقد أنه على مشارف الخمسين، بالطبع أعترف أنه لسبب غامض فضلت تجنب الحديث، ولو كتحية سريعة عابرة مع صديقي القديم من الأساس، بينما كانت نظراتنا قد اصطدمتا ببعضهما لفترة في مكان الحدث، وأعتقد الآن أن اللياقة كانت تستدعي شيئاً من ذلك أو هكذا يجب، المهم أن كلام شقيقه هذا تسبب في دلق كأس الشاي من يدي وانكساره بسبب ضحكتي الطويلة المتوترة على إثر سماعي له، فيما حاسبت قيمة الكأس المكسور، وأنا أشتم في القاعدة وسيرة القاعدة كمان، وبالتالي لا أخفيكم أيضاً أن غصة كبيرة أصابتني إلى الآن بعد معرفتي بمواجع تلك الأسرة، وهي تلاحق ابنها من مكان لمكان بهذا الشكل الأليم الذي يحمل عديد إشارات دلالية عن حجم معاناة اليمنيين عموماً من الأصولية وفكر التطرف وعدم الترشيد الواعي للتدين والدين.