كثيراً ما نتساءل: ماذا يجب على الحكومة أن تعمل في أولويات جدول أعمالها..؟ أليس هو تلبية الحاجات الملحة التي تمس المواطن في حياته أولها العدل في القضاء، والأمن في الحياة، ثانيها: تعزيز القوة الشرائية للعملة اليمنية، والسرعة في تعديل وإلى الأفضل مما كان في سعر المشتقات النفطية، ثالثها: الصحة في التطبيب، والاهتمام بالتعليم، ومعالجة الأجور لرفع مستوى دخل الفرد وبشكل جماعي.. أي ليست المعالجة لموظفي كل جهة بذاتها بطريقة وكادر مختلف عن الفئة الوظيفية الأخرى، لأن المعالجة الفئوية توجد التباين الوظيفي والطبقي بين أبناء الوطن. أليس الكل يخدم وطناً واحداً، وذات الظروف المعيشية والالتزامات الحياتية واحدة للجميع، وجميعهم يتوقون لحياة كريمة ومستقرة؟ وتمكين المؤهلات العلمية من أن تأخذ موقعها المناسب في العمل وعدم الأخذ في التوظيف أو التعيين بمعيار المشيخة أو الوجاهة أو الحزبية، والعمل على بناء مساكن للناس وبالدفع على أقساط ومنع البناء العشوائي المشوه لمنظر المدينة والتوسع بالتخطيط العمراني على الأرض ليتاح للميسور البناء على أصول سليمة، والحد من السطو على أراضي الغير وبأحكام قضائية تنظر بصورة مستعجلة وتنفذ من مسودة الحكم وفقاً للقانون. ألسنا بحاجة لتربية من جديد أو بمعنى آخر إعادة تأهيل الذات..؟ أقصد بالتربية هنا هي تقويم الذات في البناء الذاتي والمجتمعي للنفس، بحيث تكون نفساً حريصة على وقتها من أن يُهدر بدون فائدة، تواقة لكل ما هو جميل وجديد في الحياة، تحب الوطن، تقتنع بما هو مقسوم لها من رزق، مخلصة في العمل، تسعى بجدية لتطوير ذاتها دائماً، تعاف العيش المتكل على الغير، تقول الحق، تنتج لتأكل، ترى في أبناء الوطن كأنهم أبناؤها، وتنظر للمستقبل بتفاؤل وحذر، تؤمن أن العلم هو طريق أفضل للمستقبل، توجه أبناءها لحب التعلم لتنشئ جيلاً راقياً في تعامله، نظيفاً في مظهرة، يكره العيش في بيئة قذرة، سليماً في بدنه، بمعنى تهتم برعايتهم صحياً.. نفس تنبذ العنف وتؤمن بالحوار، وغير ذلك من الإيجابيات في الحياة والعيش الكريم لنكون أمة يمنية تستطيع أن تصنع مستقبلاً أفضل لها وللأجيال القادمة. إننا في هذا الوطن المعطاء بحاجة لنخبة مستنيرة ومخلصة ذات رؤية مجردة من أية مصالح حزبية أوشخصية ضيقة عندما تكون في موقع القرار لتقود اليمن بعقل مفتوح وبطريقة منهجية علمية يتسع صدرها، ويستمع عقلها للجميع بدون استثناء. ويعزز ذلك التطلع لغدٍ أفضل وجود قنوات إعلامية متعددة بإعلاميين ومسئولين يجيدون الحوار والنقاش للمواضيع وإدارتها إعلامياً باحتراف، يهتمون بكل ما يقال ويكتب من قبل الناس لتتاح الفرصة لمن يرغب في أن يُوصل صوته للمسئول لحاجة ملحة له أو لمجتمعه، أو ليطرح رؤية للمساهمة في بناء الوطن ليكون الوطن مسئولية الجميع وعليهم المشاركة الفاعلة في ما يخص وطنهم ونماءه وازدهاره بعيداً عن المزايدات والمكايدات ليصبح الجميع جزءاً من عملية التنمية والتغيير بدون استثناء، فالكل يشارك والقانون فوق الكل لتكون اليمن كما نريدها. Khaledyem–[email protected]