يغرق البعض في الحقد والكراهية ولم يعد قادراً على الفكاك من ذلك الواقع الأليم الذي أرغم نفسه على الوقوع فيه من أجل الأهواء والطموحات غير المشروعة والحسد المركب الذي ملأ نفسه جراء فشله الذريع، ولأن ذلك البعض شغل نفسه بالجشع والطمع، فإنه لم يعد قادراً على خلق التفاؤل والبحث عن الطرق السليمة والآمنة التي يمكن أن يسلك من خلالها للوصول إلى الأهداف المشروعة التي تحقق له السعادة في الحياة اليومية، وأصبح في نكد وكدر لامثيل له، وينظر ذلك البعض إلى غيره من الذين سلكوا طريق النجاة والنجاح بالطرق المشروعة نظرة حسد وحقد وكراهية، ولم يعد همه غير ممارسة الكيد والخراب لتدمير الحياة ومنع الآخرين من ممارسة النجاح. إن الفاشلين الذين لم يتمكنوا من صنع القبول والرضا في أوساط الناس لايمكن أن تتحقق لهم السعادة لأن النية السيئة سبقت العمل، الأمر الذي جعل أفعالهم اجراماً وارهاباً وخراباً وتدميراً ومنكراً وفجوراً وطغياناً، وهذه الأفعال غير السوية طريق لهلاك أصحابها، ولايمكن بأي حال من الأحوال أن تحقق لهم رضا وقبول الناس بهم على الإطلاق، لأن جميع أفعالهم ونواياهم لم تحقق رضا الله سبحانه وتعالى، بل إن أفعالهم تحد سافر وفاجر للإرادة الإلهية وتجاوز فاضح لأوامر الله ونواهيه، ومن هنا تثبت الفشل الذريع الذي لايمكن أن يتحقق معه الخير والسعادة على الإطلاق. إن قيادات بعض القوى السياسية التي تضمر شراً للبلاد والعباد لم تستطع تحقيق رغبة القيادة الكرازمية ذات القبول الجماهيري العريض لعدة أسباب من أبرزها كتمان نية الغدر بالبلاد والعباد وإظهار غير ذلك لأن النية سبقت العمل فإن محبة الناس ورضاهم وقبولهم لاتأتي إلا لمن نذر حياته لخدمة الدين والوطن والإنسانية ولم يجعل من الدين والوطن والإنسانية وسيلة لتحقيق رغباته وأطماعه الشخصية غير المشروعة ولذلك منع الله محبة الناس لمثل هؤلاء واستبدلها بعدم القبول ولايقبل عليهم إلا من كان في قلبه مرض وفعله يتوافق مع نواياه السيئة، ومن هنا بات لازماً علينا جميعاً أن نصدق مع الله في القول والعمل وأن تكون أهدافنا مشروعة ليتحقق الرضا والقبول بإذن الله.