بعد أن نجح حلف الأطلسي بتخريب وتدمير ليبيا واغتيال الرئيس الليبي معمر القذافي بطريقة لا تمت بصلة مع القوانين والأعراف الدولية، بل إن العدوان الأطلسي على ليبيا لم يكن له أي مسوغ قانوني, ويعد عدواناً بكل ما تعني الكلمة, وانتهاكاً لحقوق وسيادة واستقلال دولة عضو في المجتمع الدولي لا يجوز التدخل في شؤونها الداخلية, ولا العدوان عليها, وهو ما أبدته روسيا, والصين مؤخراً, وبأسف شديد لعدم تدخلهما لإيقاف العدوان على ليبيا. المهم الذي حدث في ليبيا ليس ثورة شبابية بقدر ما كان ثمناً للعديد من الجماعات المسلحة الراديكالية التي تسعى إلى إعادة ليبيا إلى ما قبل الثورة الليبية، أي إلى ما قبل عام 1969م، أي إلى العهد السنوسي عهد التبعية, والارتباط بالاستعمار وإهدار ثروات الشعب الليبي بعد تدمير وتخريب كل ما حققته الثورة الليبية, وأمركتها وتقسيمها إلى ولايات. قبل أن يظن بي الظنون.. أقول إني لست مع بقاء النظام السابق, وأنا مع التغيير والتطوير.. لكن الذي حدث هو تدمير للدولة الليبية, وضمن أمركة وصهينة الوطن العربي لصالح العصابات الصهيونية من خلال إقامة أنظمة ضعيفة, وتقسيم الأقطار العربية إلى دويلات قزمية. وعلينا أن ننظر إلى ليبيا اليوم.. فهي تقع تحت سيطرة ثلاث جماعات كبيرة, وبقيتها بين جماعات صغيرة تشبه العصابات المسلحة تخيف وتروع وتسلب المواطنين, وياويل من يخالفهم. الجماعات المسلحة الكبيرة سيطرت على المنطقة الشرقية, والوسطى (بنغازي) والغربية (طرابلس).. بنغازي في الوسط حيث المجلس الانتقالي برئاسية أحد أفراد الأسرة السنوسية.. والشرق أعلن مجلساً فيدرالياً برئاسة ابن عم الملك السنوسي, وطرابلس الغرب تحت هيمنة المجلس العسكري.. إنها ثلاثة أقاليم رئيسية والباقي ترزح تحت مجاميع مسلحة.. والأمن والاستقرار مفقودان. هذه هي الحال وليس ثورة إنها الفوضى الخلاقة وربيع الخراب.