«اليمن» هي أمنا العظيمة التي نفخر بها عظيم الفخر والاعتزاز، ونتمنى من كل قلوبنا دائماً وأبداً أن نقدم لها الغالي والنفيس في سبيل إسعادها والمشاركة الجادة في تطورها وازدهار حياتها أرضاً وإنساناً. ولأنها كذلك فإننا كشعب يماني أصيل تربى على مكارم الأخلاق الفاضلة وورث عن أسلافه منذ الأزل حب الوطن، لم تؤثر فينا النكبات ولا نائبات وعاديات الزمن، وعلى امتداد سنوات الرخاء والشدة المتعاقبة ظل هذا الشعب قوياً بإرادته الوطنية وإيمانه بأرضه يصنع من لحظات ضعفه إن وجدت انتصارات عظيمة في سفر مواقفه البطولية من أجل اليمن. ولأننا كذلك فإن اليمن وطننا الغالي الذي نعشقه كان ولايزال وسوف يبقى الأم التي تضمنا بين ذراعيها وحضنها الدافئ المحب، وستظل الخيمة التي تأوينا وتمنحنا تحت سقفها الأمان والاستقرار مهما تكالبت على هذه اليمن الغالية ذئاب الحقد والكراهية أو تمادى بها عبث العابثين ومكر الماكرين وخيانة الخائنين وعاديات الزمن اللعين. لأنها كذلك ولأننا كذلك: يبقى على كل من لم يفهم بعد حقيقة هذه الكينونة لكلينا أمنا اليمن وشعبها الأصيل، أبناؤها الكبار بأمجادهم وتاريخهم وحضاراتهم وبطولاتهم وإيمانهم وحبهم وتآلفهم ووحدتهم على مر العصور.. في ظل علاقة وطيدة تتوحد فيها الأرض بإنسانها في واحديه وطنية قوية تكبو بها الخطوات أحياناً ولكنها تنتصر. وليس من شاهد عيان على عظمة هذه الأم العظيمة من تجربة تلك الأزمة التي عصفت بها طيلة عام كامل وكادت تذهب بها بعيداً في هباءات الضياع لولا تلك المعطيات التي تتوافر في طبيعتها وطبعها والتي وقفت أمام طوفان الهدم ليعلو البناء، وأمام الفوضى ليسود الأمن، وأمام نيران السلاح وسفك الدماء ليزهر غصن الزيتون وترفرف ملء آفاق البلاد والعباد حمامات السلام. فهل نحن حقاً خرجنا منتصرين على شرور أنفسنا في معركتنا مع طوفان الأزمة؟ أم أن الذي لايزال ينشر حقده ويفصح عن عداوته البغيظة لليمن سوف يظل ينفث سمومه بغية استمراريته في الارتزاق على حساب روح وقلب ومشاعر أمنا اليمن والمصلحة العليا لأبنائها الطيبين؟ إننا اليوم وفي مناسبة عظيمة كالتي نعيش فعالياتها «21 مارس عيد الأم» في أشد الحاجة إلى ترجمة صدق مشاعرنا تجاه أمنا اليمن في يوم عيدها الجليل.. فهل نستطيع القول أن بإمكان حكومة الوفاق أن تقدم هديتها لليمن في يوم عيدها الأمومي النقي خدمات من الأمن والغذاء والدواء والكهرباء والدفء الإعلامي المهني بعيداً عن كل ماهو سائد وما لا ينبغي عليه أن يسود؟ إن أجمل هدية يجب تقديمها هي غسل القلوب والضمائر من أحقادها وضغائنها وبشفافية صادقة حتى يهدأ قلب الوطن من خوفه وروحه تنشر طيوبها من بين الصدور. إن الاستمرار في التصعيد والإساءات والمكايدات هو عار على وطن خرج من عنق زجاج أزمته بكل إباء ووفاء وفكر متحضر وأصيل.. فلماذا إذاً نمضي في طريقٍ معاكس ولماذا نتعمد المزايدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. وخاصة عندما تصدر من أعالي الهرم الوزاري في حكومة الوفاق.. ألسنا اليوم في عيد الأم العظيمة يتوجب علينا الإعلان الصريح عن وقوفنا ضد الإرهاب والخيانات والعمل معاً بروح الوفاق من أجل أن يتنفس الوطن صعداء الجراح.. عيد سعيد أيتها الأم الوطن ولا نامت أعين الجبناء.