الغرب, وخاصة أمريكا تقدموا ودرسوا الأرض والسماء, وأفادوا مما سخر الله للإنسان فيها بواسطة مراكز البحوث التي شيدوها.. وكانت الظواهر الانسانية والانشطة الاجتماعية ومن ضمنها الفكر الانساني ضمن الظواهر الفكرية. أيام جمال عبدالناصر كان الملف القومي الثاني في الترتيب بعد الملف (الإسلامي العثماني) فعبد الناصر كان الظاهرة الموازية لكمال أتاتورك في الشرق الأوسط مع الفارق .. وقف الغرب وأمريكا ضد عبدالناصر وحاولوا أن يوقفوا تنامي هذه الظاهرة التي كان إسقاط (الرجعية والاستعمار) أحد عنواناتها البارزة. وحاول جمال أن يقول للغرب إن مصر والعرب لديهم من الامكانات ما يجعل اعتمادهم على أنفسهم أمراً ناجزاً, وأرسل أول رسالة - ساعد في تحريرها الاتحاد السوفياتي - هي (السد العالي) ولقد جرب المصريون عهد جمال الذي كان عليه أن يتلمس طريقه في ضوء الاشتراكية, إذ وضع أولى خطواته على طريق (الميثاق) !! وجاء السادات من بعده فحاول أن يتقرب من أمريكا متوجهه الرأسمالي ومن دول الخليج “للإسلام الخليجي”, وكما استفز جمال دول الخليج ب(الميثاق) تقرب السادات إلى الخليج بشعار (العلم والإيمان) وكما قبل عبدالناصر طموحه القومي قبِل السادات مراوغته وإسلامه السياسي. مراكز البحوث تدرس الآن (الإسلام المصري) وتضع أمام الباحثين السؤال الاكثر أهمية: (ماهو الإسلام المصري؟) ويتبع سؤال آخر: (إلى أين سيذهب الإخوان المسلمون؟) ولعل الكيان الاسرائيلي أول من يهمه الجواب على هذين السؤالين , فأول ماعمل شباب الإخوان في بداية ثورتهم هو احتلال سفارة إسرائيل في القاهرة كما شاهدنا وسمعنا. الإخوان المسلمون يحكمون الآن عبر الديمقراطية, فلقد وجد برلمان ليس عبر التزوير ولكن عبر صناديق الاقتراع في انتخابات نزيهة ارتضاها الشعب المصري - حتى الآن لم تتضح الصورة بعد - وبينما ينشغل المفكرون (الذين يُرْحِمُون الله تعالى) بمصير (البكيني والمايوه) على الشواطئ أمام الصيف وصناعة الخمور واستيرادها وإغلاق مصانع السجائر والقول الفصل في إباحة السينما وشروط الحجاب فإن المفكرين الممتازين يفكرون في ماهية الاسلام الذي ينبغي أن يُقدم للناس, ونكمل غداً إن شاء الله.