عتمة أول محمية تعلن في اليمن منذ أكثر من عشرين سنة لم تحمها طبيعتها من التقطع وغزو القات، فيومين فقط تتجول خلالهما في بعض مناطق المحمية الطبيعية عتمة تكفي لأن تشاهد أكثر من مظهر للمسلحين وأمامهم الأحجار الكبيرة والمتوسطة التي قطعوا بها الطريق المسفلت أو الترابي الجانبي الفرعي وبأيديهم وفوق أكتافهم السلاح. ولقد سألت معظم الناس في نفس الأماكن وفي المجالس: ما هذا الذي انقلب بعتمة الجميلة الخضراء رأساً على عقبه, فالمزارع للقات يتواجد بسلاحه وسط الحقل وبين الناس الآخرين المسلحين أيضاً القادمين لشرائه طريّاً طازجاً، وذلك جمع نفراً من قريته واختار مكاناً مناسباً لنصب كمين لغريم قيل إنه نهب سيارته أو اختطف شخصاً أو قتله بتهمة اعتدائه على قريب أو جار له، والآخر يقوم بما هو أكبر جهاراً نهاراً, فيعتقل إذا استطاع أكثر من واحد ويصطاد ما أمكن من السيارات. ويكون رد الفعل الأولي إخفاء السيارات والتقطع نهاراً وليلاً والذي من مظاهره المستحدثة وضع الأحجار واعتلاء جدران المدرجات أو المرتفعات الصغيرة والتخفي إلا من شخص يقوم بالمراقبة حتى إذا ظهرت سيارة معادية كما يقولون وهم يعرفونها ويعرفون صاحبها يهجمون عليه ويسلبونه سلاحه ويأخذونه مع السيارة إلى مكان مجهول، وقد تفاقمت مشكلة التقطع لتشمل أناساً من خارج المنطقة كلها أو المديرية, كالذي حصل في مدينة الشرق بآنس ولاعلاقة لأبناء عتمة المسافرين في هذا الطريق بما يبرر به المتقطعون هناك بأي شيء فكانت النتيجة الامتناع عن سلوك الطريق والسفر عبر طريق ذمار عتمة ووصابين المتعثر منذ أكثر من ثلاثة وعشرين عاماً رغم إعلان الرئيس السابق من ذمار قبل ثماني سنوات أنه سينجز خلال عام واحد, أثناء الحشد الإعلامي لانتخابات عام 2006م الرئاسية البرلمانية. إن عتمة اليوم غير عتمة التي طالما حن شوق الشعراء والأدباء والسياح إليها بعد أن نقل التلفزيون مناظرها وطبيعتها الخلابة إلى المشاهدين في الداخل والخارج وبدأ ظهور السياح الأجانب يصبح مألوفاً عند أبناء المديرية تلك. إنها أشبه بمواقع عشوائية مسلحة لامجال فيها ولا أثر للزي العسكري الأمني، وحتى طبائع الناس والأطفال تغيرت وخلت من الرقة والدماثة التي عرف بها أبناء هذه المديرية على مر التاريخ وكانت مهوى المسئول والجندي أيام الإمامة وفي ظل الجمهورية والوحدة. إنها اليوم لاتختلف عن المناطق التي اشتهرت بالقلاقل والنزاعات القبلية والثأرية الطويلة الأمد بسبب عدم حل الإشكالات بين الناس سواء بالعرف أو القانون أو القضاء، وقد انصرف معظم الناس للعمل في زراعة وبيع القات والأراضي لبناء الدكاكين والمحلات التجارية الكبيرة، فمن سينقذ عتمة واليمن كلها مما هي فيه من حالة حرب ليس للسلام أي ضوء أو بصيص أمل فيها.