قبل عددين تناولت توكل كرمان في الإطار العام؛ إذ إنني في حالة احترام كبيرة لتوكل كرمان الشخص.. والمقصد الذي أردت قوله هو أنه كان ولايزال بإمكانها جلب مشاريع ودعومات مجتمعية هامة لأبناء جيلها وللمستقبل اليمني عبر رمزيتها النوبلية رفيعة المستوى، والتي يجب ألا تذهب هدراً، خصوصاً وإنها بحكم تأثيرها الواسع الآن لها أن تنال الكثير من الفرص غير المسبوقة لصالح مجتمعها وللمبدعين الشباب بالذات في مختلف مجالات التنمية. فيما أظن أن العالم يعي الآن أبعاد المرحلة التي يعيشها اليمنيون، والمتمثلة في البناء الذاتي والداخلي للجيل الجديد وللدولة..”على الأقل في مجالها المتمثل في حقوق الإنسان والحريات والصحافة ونبذ العنف ومكافحة الفساد وتطوير المجتمع المدني”.. أعتقد أيضاً أن هذا المسعى الاستراتيجي ذا الأثر المستقبلي الكبير سيكون من أهم العلامات المتميزة في مسيرة توكل، كما سيجعلها تعمد من زعامتها الثورية وعلى نحو فريد من ناحية الالتزام الاجتماعي وسياساتها في المساندة. كما أعتقد أن الحالة الثورية الحقيقية ليست مجرد صراخ مرحلي وإن كان شجاعاً - بينما تنتهي هذه الحالة عند أول منعطف يستوجب الارتقاء النوعي بها - وإنما هي حالة تثوير موضوعية في بنية الوعي المجتمعي أساساً عبر تفعيل القدرة في المساهمة الناضجة للانتقال به إلى مصاف الوعي التقدمي الذي من شأنه أن يحل كثيراً من مشاكل مجتمعنا المتخلف، والذي للأسف ظل كثيراً بلا فرص أو متاحات تكفي. كذلك فإن توكل بنوبليتها تبدو جديرة جداً الآن باتخاذ خطوات تشبيكية عالمية رفيعة تحقق هذه التحولات الخلاقة في مجتمعها وبين أبناء جيلها المتطلع. بل وأتمنى فعلاً أن تثمر تحركاتها الحيوية حول العالم لتدعيم هذه المعطيات والقيم بشكل سليم عبر مشاريع رعاية وتأهيل ستنعكس إيجابياً على واقعنا المتخلف، فيما ستساهم في انتشاله من موبقات الحظ الرديء. صدقوني كنت وزلت أرى أن روح توكل تنطوي على الإدراك والمحبة، ولا يمكن أن تنطوي أبداً على الأنانية واللامبالاة أو على الحس العادي وعدم الاهتمام. بقي أن أقول إنه سيبقى من الخطأ الفاحش لتوكل إذا لم تفكر جدياً في هذه التحشيدات نحو حركة توعوية وبناءة لعقل يمني جديد يريد لطاقاته ألا تهدر كما لأفكاره أن تتحقق ولا تضمحل.