هكذا خرج لنا قاموس الجهل السياسي بآخر تقليعاته , , القاموس الذي ملأته مفردات النظام البائد , المنتهكة لكل المصطلحات العلمية والثورية والسياسية والوطنية ,,, خرج ليصف ثورة الشباب الحر الأبي , الذين هم عنوان حاضر اليمن ومستقبله , وأمل البعث القادم لأمة دفنت تحت الركام من المحيط الي المحيط. خرج ليحاول ان ينهي هذه الثورة حسب وهمه , ويحاول تشويهها خرج ليحرض لملاحقة شبابها , واعتقالهم , فاخرج لنا مصطلحه الجديد ,,, فوصف ثورة الشباب بثورة البلاطجة. في الواقع يأتي هذا الوصف لأسباب عديدة منها , ان هذه الثورة قامت بها قوى شبابية لم تكن محسوبة بحساباته, وصنعها رجال لم يكونوا في سجل الخدمة المدنية التابعة له , ولان من قام بالثورة وخاصة شرارتها الاولى , لم يعترفون بالحدود ولا بالقيود التي رسمها لمجموعة السياسيين , الذين كان قد امن مكرهم على الكرسي , اعتقادا منه انه قد روضهم وأصبحوا يلعبوا بنفس ملعبه كان يعتقد انه قد وظف من وظف , واستغل من استغل من فئات السياسيين الذين يعرف عنهم المقدمات والنتائج ,, ومن التجار الذين يتاجر معهم وبهم , ومن المثقفين الذين اعتاد ان يكتب لهم العناوين , كي لا تغادر كتاباتهم العنوان الرئيسي لصاحب المنجزات. كان يعتقد انه قد استحوذ على كل هذه الفئات , مجموعة ضمن ركائز القوة الغير وطنية لحمايته ونظامه. ان هؤلاء الشباب الذين فجروا الثورة , كانوا سياسيين اكبر من الساسة , ومفتين يعرفون واقعهم افضل من العلماء , وتجاراً محترفين يعرفون انه لا يمكن ان ينالوا رضا الله وتحقيق مصالح وطنهم , الا بالتجارة بدمائهم وأموالهم ولذلك فقد ابتكروا من الوسائل والأساليب في تفجير ثورتهم والاستمرار بها , والتغلب على جميع حيل بلاطجة السياسية والمال والنفوذ ومصدري الفتوى , وغيرهم حاول صالح ان يقضي على مصطلح ثورة الشباب ,, كما قضى سابقا على كل المصلحات ذات المعنى الكبير والعظيم ,, حيث اوجد مصطلحات جديدة , خلقت في رحم فكره وعطائه السياسي , فهو من سمى شركاء صنع الوحدة بالأمس والذي بهم انتقلت اليمن من مرحلة التشظي والانقسام والحروب الى مرحلة الامن والاستقرار , فأطلق عليهم مصطلح كروت , والكروت المستعملة ليس لها مكان الا المحرقة , وهو من سمى كل اطراف العمل السياسي بالثعابين , والثعابين ليس هناك حكم لها الا القتل ,, وهو من اطلق على كل فكر نير ومضاد له بالاتجاه بالفكر المتخلف , وهو من اطلق ويطلق على الحرية والديمقراطية بالفوضى , وهو من اطلق بالأمس على بعض المفكرين من الاحزاب القومية واليسارية في زيارته لأحد المناطق بالكهنة وهو من سمى مشاركة المرأة اليمنية بالثورة , بالاختلاط والخروج المحرم وهو من اطلق على الجيش في يوم من الايام , عارضين وبالمقابل يسمي علماء الفتوى المزورين لإرادة الامة بالمتنورين , ويسمي مجموعته في القرى والعزل من المشائخ والعقال , يسميهم قادة اجتماعيين , وهو نفسه من اطلق على طياري امريكا الذين يقصفون القرى قوى صديقة , ويسمي كل الهبر والفساد المالي مغرم , فإذا كان هذا المغرم فكيف المغنم , ويسمي كل الدمار الذي لحق بالشعب طوال سني حكمه منجزات . ثورة كل الشعب ..ولكن ولاني كمثل غيري , اعتبر هذه الثورة الشبابية الشعبية , ثورة كل الشعب , لأن الفئات التي شاركت فيها هي من كل ابناء الشعب اليمني قاطبة , ولا يوجد مكون سياسي ولا اجتماعي إلا وشارك فيها ,, وحتى لا اكون ضمن الدجالين السياسيين , او نتيح للانتهازيين ان يركبوا الموجة كعادتهم ,, فلابد ان نعرف انه مازال هناك اناس واقفون في مواجهة الثورة حتى الآن , وهناك البعض مازال متفرجاً سلبياً ,, فلا يعقل ان نعطي هؤلاء مالا يستحقون او نضيع حقوق الثوار الحقيقيين الذين خرجوا وضحوا من اول يوم , و مازالوا صامدين حتى هذه اللحظة , وشعلة الثورة مازالت تتوقد من دماءهم وإخلاصهم وتضحياتهم , ,, ولا يمكن ان يسوى هؤلاء بمن لحق بهم , او بمن وقف عدواً لدودا للثورة ,, او بمن يريد ان يستثمر هذه الثورة لتحقيق المغانم ,,, بلاطجة الثورة اما بلاطجة الثورة من خارج الساحات فالثوار يعرفونهم تماما بأسمائهم وعناوينهم وحركاتهم , وهم من دفع به النظام السابق , ومازال يدفع بهم , اما لإفشال وإيقاف خط الثورة كما كان يتصور , او حرفها عن مسارها ووسائلها التي اختطتها الثورة لنفسها , او الاستيلاء على بعض المكونات الثورية من اجل المتاجرة بها , او تشويه الثورة بممارسات وقيم غير اخلاقية ,او على الاقل جمع المعلومات عن بعض الناشطين ومحاولة تجنيدهم واستقطابهم , إلا ان هذه الجهود باءت بالفشل. لذلك كله حتى تظل الحكمة التي شاعت عبر الزمن حاضرة بأذهان الثوار الابطال التي تقول ان ( الثورات يخطط لها العباقرة , وينفذها الابطال) , وحتى لا نقع في ايدي , تلك الطفيليات والنباتات المتسلقة , فعلى كل الثوار الاحرار ان يلتفوا حول ثورتهم , وان يخلصوا لأهدافها , وقيمها السامية التي يعول عليها بإيصال هذه الثورة الى منتهاها ,, وان يحذروا بلاطجة الثورة , الذين يحاولون ان يلبسوا للسياسية ألف لبس , وان يستكملوا جمع المعلومات والتحري عن اسمائهم وشعاراتهم التي يرفعونها وفنادق الخمسة نجوم التي ينطلقون منها ,, وحذار ايها الثوار من ان يوقفوا زحفكم , أو يشقوا صفكم , او يسرقوا جهودكم , وكونوا صفاً واحداً مؤمنين بالتنوع والتعايش .. اما الثائر البلطجي , والذي نتمنى ان لا يوجد بين الثوار , فهو الذي لا يقبل بالآخر , ولا يتعايش معه الذي يقلل من شأن كل التكتلات , والأحزاب , والكيانات الثورية الذي يلجأ الي الوسائل غير السلمية الخارجة عن خط الثورة السلمي أو حسب ما تقتضيه ظروف الثورة , والذي يتخلى عن القيم الثورية الاخلاقية , أو السياسية , او الادارية , التي نعتبرها اسس وبذور الدولة المدنية التي نموذجها , وعنوانها المصغر, ساحات الحرية والتغيير في كل ربوع الوطن وشكرا لكم ايها الثوار الاحرار يا من ترسمون عنوان الغد , بآماله وأحلامه الكبيرة بعيدا عن البلطجة ومصطلحات البلاطجة.