محافظة تعز كلها بمدنها و أريافها , برجالها ونسائها , تبتهج فرحا ً و طربا ً بثقة قيادتنا السياسية في الأستاذ ( شوقي أحمد هائل ) وتعيينه محافظا ً للمحافظة في الوقت الذي تعيشه المحافظة أياما ً عصيبة , وتعاني من مشكلات عديدة . وفي الوقت الذي نبتهج جميعا ً في تعز بالمحافظ الجديد نجده قد زادت همومه وثقل كاهله بالملفات الساخنة التي تتواجد على طاولته , وبدأ يفكر مليا ً و يسأل نفسه من أين يبدأ ؟ هل يبدأ بملف المياه ؟ أم بملف الأمن ؟ أم بملف التعليم ؟ أم بملف النظافة ؟ ........ الخ . الملفات على طاولة المحافظ كثيرة و عميقة و ساخنة جدا ً وكلها لها الأولوية... في رأيي الوسيلة الوحيدة لمواجهة تلك الملفات بصورة سريعة و عاجلة هي إعتماد أسلوب التخطيط العلمي. والتخطيط العلمي يُعرف بأنه أسلوب يتم فيه التنبؤ بالمستقبل و التحكم فيه أو هو كتابة تاريخ المستقبل . ويقول علماء التخطيط إن الفرق بين الدول المتقدمة و الدول المتخلفة هو فرق في تطبيق أسلب التخطيط العلمي في مواجهة المشكلات التي تواجهها تلك الدول . فالدول المتخلفة تواجه مشكلاتها بأساليب متخلفة و بدائية وتعتمد على أساليب الحلول السريعة و المؤقتة التي تعتمد على الماضي و تجاربه . أما التخطيط العلمي فيقوم على دراسة الظاهرة من كل جوانبها و يعمل على إيجاد حلول علمية دائمة تضع المستقبل أمام عينه . و للتخطيط العلمي مراحل كثيرة أهمها : 1 - مرحلة : تشخيص واقع المشكلة ومعرفة نقاط الضعف و القوة فيها . 2 - مرحلة : تحليل هذا الواقع و التعرف على الأسباب التي تقف وراء المشكلة سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو حتى ثقافية . 3 - مرحلة : اقتراح الحلول الممكنة لمواجهة هذه المشكلات . 4 - مرحلة : اختيار الحل الأمثل ( وهي مرحلة إصدار القرار) 5 - مرحلة : تنفيذ هذا الحل و متابعة تنفيذه . الدول المتقدمة أيضا ً تواجه مشكلات جمّة و معقدة لكنها تستخدم أسلوب التخطيط العلمي الذي يجعل هذه المشكلات سهلة وبسيطة . فمثلا ً كيف تتعامل هذه الدول المتقدمة مع ظاهرة الزلازل ؟ مع ظاهرة الأعاصير ؟ مع مشكلات التعليم ؟ مع مرض الإيدز ؟ ومع مرض السرطان ؟ ...... الخ . تقوم تلك الدول بإنشاء مراكز علمية لكل ظاهرة فهناك مراكز علمية للزلازل , وأخرى للتعليم , ومراكز طبية للأمراض المستعصية مثل السرطان و الإيدز ....الخ . وتقوم هذه الدول باستدعاء المتخصصين من كل مكان إلى هذه المراكز و توفر لها الإمكانات البشرية و المادية , وتقوم هذه المراكز بالدراسة و البحث عن حلول لتلك الظواهر و ترسل هذه الحلول الى مراكز اتخاذ القرار التي بدورها تقوم بإصدار قرارات تكون ملزمة على الجميع ... و هكذا . مما سبق يتضح كم نحن في الدول المتخلفة بحاجة ماسة للتخطيط العلمي في حل مشاكلنا الكثيرة. وفي محافظة تعز ننصح الأخ الأستاذ المحافظ الجديد الاقتداء بما تقوم به الدول المتقدمة , فعليه مثلا ً إنشاء مراكز أو هيئات أو حتى لجان لكل تلك الملفات الساخنة على طاولته مثل تشكيل لجنة لدراسة مشكلات التعليم بالمحافظة و لجنة أخرى للمياه وأخرى للأمن و أخرى للنظافة , ويُستدعى الى هذه اللجان المتخصصون و هم كثيرون في المحافظة ويتم الاستعانة بأساتذة الجامعة على أن تقوم هذه اللجان بدراسة هذه المشكلات بطرق علمية و ترفع التقارير النهائية للمجلس المحلي في المحافظة الذي يقوم بإصدار القرارات اللازمة ومتابعة تنفيذها . تلك الطريقة المثلى لمواجهة الملفات الساخنة في المحافظة بل في اليمن كلها , فهذا هو كلام العلم وليس غير العلم يجب أن يُتبع. * أستاذ التخطيط التربوي المشارك نائب عميد كلية التربية – جامعة تعز