السودان أحد الأنظمة العربية المستهدفة منذ ما قبل زمن “الخراب العربي”، إنه القطر العربي الذي فتحت لنظامه العديد من الجبهات الانفصالية سواء في غربه “إقليم دارفور” أو في جنوبه.. وقد تحققت للمؤامرة الإمبريالية أهدافها في جزء منها، وذلك في فصل جنوب السودان عن الدولة الأم، وإقامة دولة جديدة على حساب وحدة دولة السودان، وعلى حساب أمن واستقرار السودان، والأمن والاستقرار العربيين، حيث تتمركز في الجنوب هذا الآن شبكة استخبارية إمبريالية صهيونية للتجسس على السودان، والوطن العربي ووسط أفريقيا. دارفور مازال التمرد قائماً، وقد أصبحت دولة جنوب السودان ملاذاً، ومنطلقاً للمتمردين في دار فور.. أي أنهم وجدوا موئلاً ومنطلقاً آمناً لاستمرار تمردهم، وتلقي المعونات، والمساعدات، وكل ما يلزم لاستمرار التمرد، وإسقاط وفصل دارفور عن الدولة الأم. في نفس الوقت دولة الجنوب الانفصالية تتلقى الدعم والمساندة من قبل الصهاينة، ومن القوى الامبريالية لاستنزاف حكومة السودان عسكرياً، وموارد من خلال قيام مليشيات الجنوب المنفصل على مدن لدولة السودان مثل “هجليج” التي قامت قوات الدولة الانفصالية باحتلالها، لتدفع حكومة السودان إلى حرب غصباً عنها لتحرير “هجليج” ناهيك عن تلك الاعتداءات على مدن أخرى مثل “أبيي النفطية”.. وكل ذلك بهدف استنزاف السودان وشغله وإضعافه عن القيام بالتنمية، ومواجهة “متمردي دارفور”. ما يحدث في السودان ليس سوى عمل لاستكمال تدمير الدولة السودانية وتفتيتها إلى أكثر من دولتين.. إنهم “أي القوى الخارجية، وعلى رأسها الصهيونية” لم يكتفوا بفصل جنوب السودان وكذا تغذية التمرد في دارفور.. فهذا فهم أيضاً يقضي بإقامة دولة في الشمال في إقليم النوبة، وكذا في “كردفان” في الغرب، والمؤامرة ماضية بنجاح.. والنظام العربي مشغول في التآمر على بعضه، ويقف من السودان موقف من لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم.. مع أن تدمير السودان جزء من تدمير كل العرب.