لا نريد أن نكرر على مستوى الوطن ماتفعله بعض القوى العظمى من استدعاء العدو، فإذا غاب اختلق اختلاقاً وزرع كما تزرع البطاطا، فأمريكا مثلاً التي تقوم إستراتيجيتها على وجود عدو خارجي يضبط وتر السياسة وتعلق كثير من القرارات والاخطاء على شماعة العدو المشترك والذي يضخم في الإعلام حتى يتحول إلى عدو خارق، خطره يصل إلى كل بيت، فيأتي من يوظف هذا الخوف وهذا العدو الذي قد يكون وهمياً أو مضخماً ألف مرة ويستغله لصالحه ويغطي على اخطاء وتجاوزات تضيع بسبب اللهث والتركيز على محاربة العدو أولاً. هم يبحثون عن عدو خارج أوطانهم يوحد الصف الداخلي ويجعلهم يلتفون بعد سياستهم التي في الغالب تكون شفافة وواضحة، بينما نحن نبحث عن عدو وعداوة داخل الوطن الواحد والصف الثوري الواحد، وربما المحافظة الواحدة والقرية الواحدة لكي نحافظ على مكانة وهمية ومصالح زائلة، مع أن المصلحة الحقيقية في حب المصلحة لهذا الوطن الذي من مصلحته وحدة الناس وانتهاء الخصومات والتفاهم الذي يزيل ثارات حقيقة، لو وجد العقل، بينما تبقى أردأ الخصومات، تلك المفتعلة بهدف الخصومة والالغاء، وقد قيل (الذي مالوش حق لاتعرف تراضيه) لأنه لا يعرف ما يريد بالضبط، أحياناً يريد حق على شاكلة (اشتي لحمه من كبشي واشتي كبشي يمشي و«يجاعر» كمان) والكثير من هؤلاء يفقد رصيده الحقيقي بحثاً بعد السراب ويكون حاله مثل (الربح المجرد) يمسك جراده وضاعين عشر، وبدافع النزق واختلاق العداوات يظن أنه يكسب وهو لايعي مقولة (ليس البطولة أن تكسب مائة صديق بيوم واحد وإنما في الحفاظ على صديق واحد مائة عام) . يجب أن لا نفرح عندما نعادي أو نهزم بعضنا بالكلمة أو الموقف، فذلك عين الضعف وسندفع ثمنه اليوم أو غداً أفراداً أو جماعات، وسيأتي على حساب أحلامنا ودولتنا المدنية المنشودة. يجب أن نحدد خصوماتنا بقيم وممارسات وليس بأشخاص، ويجب أن يخوض الناس عملية تواصل يومي ليس من أجل (بازيد عليك) فلا أحد بمقدوره أن يزيد على الآخر لوعرف الناس حقوقهم وخاصموا الخصومة ....وخيركم من يبدأ بالسلام ..... السلام عليكم .... رد السلام لو سمحت حتى لو (معجبكش) خبري.. السلام واجب أما الخبر اعجبك خير ما اعجبكش هو (هدار)، يأتي ويروح ودعه للريح ... المهم أن لا يخسر الناس بعضهم بفعل الأوهام وداء الخصومة وثقافة البحث عن عدو. [email protected]