تقول السيدة السلوفينية أيرينا كنختل: إن سلوفينيا حصلت على استقلالها سلمياً عام91م عن طريق الاستفتاء الشعبي، بعكس جمهوريات يوغسلافيا الأخرى التي دخلت في حروب طاحنة..! كان الاتحاد اليوغسلافي يتكون من جمهوريات سلوفينيا وصربيا والبوسنة والهرسك وكرواتيا والجبل الأسود ومقدونيا.. وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي نشبت الحروب بين شعوب وعرقيات هذه الأقاليم بحثاً عن استقلالها بالحديد والنار، بينما سلوفينيا هي الجمهورية الوحيدة التي حصلت على استقلالها بالطرق السلمية؛ ويرجع ذلك إلى عراقة وحضارة الشعب السلوفيني وخصوصيته ووحدة هويته وتأريخه الأصيل وثقافته وتقاليده الإنسانية الرائعة..! سلوفينيا أوروبا - هكذا يسميها الأوروبيون - بلد سياحي على مدى تاريخ طويل يمتد لأكثر من خمسة آلاف عام، يتميز بثراء روحي فريد وثروات هائلة وقيمة ثقافية وحضارية راسخة وثقل اقتصادي وتجاري وموقع جغرافي في قلب أوروبا..! تصوروا سلوفينيا هذه التي نالت استقلالها عام 91م، أصبحت مركزاً للاستثمار والتجارة في أوروبا، ولديها اتفاقيات للتجارة الحرة مع (40) دولة أوروبية، كما أنها أصبحت عضواً فاعلاً في الاتحاد الأوروبي. وأكثر ما يثير الإعجاب أن متوسط دخل المواطن السلوفيني (15 ألف دولار) بما يساوي دخل المواطن في ألمانيا والنمسا وغيرهما من الدول العريقة المتطورة..!! وللمعلومات العامة فإن سكان سلوفينيا مليون نسمة ومساحتها (20.256) كيلو متر مربع.. وتقول السيدة إيرينا: إن العملة النقدية في سلوفينيا هي (تولار) وقيمة الدولار الأمريكي 245 تولاراً، لكن المعيشة والأسعار رخيصة جداً.. ويكفي السائح أن يقيم في سلوفينيا لمدة شهر أن يكون بحوزته مبلغ لا يتجاوز ألف دولار. عجائب سلوفينيا كثيرة ومثيرة للدهشة.. فهي تستقبل في السنة ثمانية ملايين سائح من أنحاء العالم، يذهب معظمهم إلى المدينة السياحية الشهيرة (بليد) على بعد ساعة بالسيارة من العاصمة ( ليوبليانا).. أما الدستور السلوفيني فيحدد الفترة الرئاسية بخمس سنوات فقط والرئيس يجب أن يتخاطب مع المواطنين مباشرةً..!! تقول أيرينا: من المهم لك أن تزور سلوفينيا (حديقة أوروبا).. ولن تندم.. بل إنك بعد ذلك لن تنقطع عنها على الإطلاق..! ولم لا..؟ أليست سلوفينيا بلد الأحلام كما في أغاني ليوبليانيين؟! سنزور سلوفينيا لنكتشف - على الأقل - كيف تطورت هكذا، وهي حديثة الاستقلال عام 91م.. بينما يمننا السعيد يرسف في تخلفه منذ خمسين عاماً من ثورته عام 62م..؟!