لا ألومُ شفقة أبي «حفظه الله ورعاه»عليّ .. وهو يدفعُ بي بطريقةٍ ديبلوماسيّة بين فترةٍ وأخرى للكتابة باتجاه إيجابيّة نظرتي لحزب الإصلاح بشكلٍ خاص وللقاء المشترك بشكلٍ عام .. كونه أحد قيادات الإصلاح .. وأحد الذين أفنوا حياتهم خدمةً للإخوان المسلمين وخيلائهم وخيالاتهم دون أن يستفيد شيئاً من صفقاتهم الرابحة دوماً .. ماعدا السُمعة الصالحة لشخصه والتي أتمنّى أن ألتحف دوماً بظلالها وتجردها عن متاع الدنيا . ولوالدي ومن هم في إطار قناعاته مبرراتهم الواضحة حدّ اقتناعهم .. أن المستقبل السياسي يصبّ في مصلحة الإخوان المسلمين وشركائهم في اليمن .. كما تلوح تلك البوادر في بعض البلدان العربية والتي اغتسلت بدماء شهداء الربيع العربي .. وفي اليمن باعتبار أن النظام السابق وحلفاءه لا يُعتبر بقاؤهم كواقع وفكر وثقافة شعبية ومحصّلة اعتبارية سوى مسألة وقت ويطويهم التأريخ كأن لم يكونوا .. وستبقى فقط ذكراهم السيئة .. أو كما يريد المؤرّخ القادم لمستقبل اليمن وصناعة حاضره دون الاهتمام بالقراءة الواعية لماضيه ونتوءات أحلامه . غير أني حقيقةً لا أرى في حزب الإصلاح وشركائه في المرحلة الحاليّة سوى تكرار ممارسة الوصاية على الوطن كالنظام السابق .. بل المُضيّ لأبشع من ذلك كون شركاء النظام الجديد لم يظهر على سلوكهم القيادي ما يجعلني وغيري من المواطنين البسطاء نعلّق آمالنا وطموحاتنا عليهم .. أو أن نشعر بحقيقة التغيير أو ما يدعو للإطمئنان على المستقبل الواعد بعد أفول رأس النظام السابق . فحين يعجزون مثلاً عن حلّ معضلة كالكهرباء .. والاعتداءات الشبه يومية عليها وهم من يقبض على زمام وزارة الكهرباء وقيادة محافظة مأرب بعد أن أشبعونا كلاماً أن ما كان يحدث من خراب للكهرباء هو نتيجة اعتداءات لأنصار النظام السابق .. وكأننا لا نفقه واقعنا ولا نُدرك أن مشكلة الكهرباء ليست عويصة كما يدعون .. بل هي أسهل بكثير من كل هذه الخيبات المتوالية وأنكأ من هذا الظلام الذي أفسدَ معيشة المواطنين وطوى أحلامهم في عتمة الحقيقة الواضحة .. إن لهم حساباتهم السياسية الأخرى .. والتي تصبّ في إطار المماحكات القميئة مع فلول النظام السابق ومن ورائهم .. رغم خروجه الظاهر من المسرح السياسي . فبأيّ سباتٍ يغطّ المحافظ الجديد لمحافظة مأرب وهو يبرز بظاهر الأخبار التي تقول أنه يحظى بالقبول من أبناء محافظته بينما وبعض أبناء محافظته يدمرون يومياً خطوط الكهرباء ولا نرى منه حزماً جاداً سوى الحديث الدائم بين المواطنين عن صفقات مشبوهة تتم بين مخربي الكهرباء وبعض القيادات التي نطمع من المحافظ أن يبادر بفضحهم وإقامة حد الحرابة عليهم جميعاً طالما وهم مفسدون في الأرض . بل أين هو ما يُسمّى بالجيش المناصر للثورة الشبابية ! لماذا لا يدفع الجنرال علي محسن بأحد ألويته المنتشرة بطول البلاد وعرضها لحماية خطوط الكهرباء من عبث العابثين .. وفي يقيني أن هذه المهمة هي أشرف وأنبل من بعض المهمات التي قام ويقوم بها الجيش المناصر . أقول هذا لأننا جميعاً كمواطنين نعلم أن جيش الدولة التي أفرغ منه النظام السابق أنبل معاني الوطنية .. لن يحرّك ساكناً .. وسنبقى إلى ما يشاء الله تحت عتمة المماحكات الدنيئة .. والمقاصد الغارقة في لذة السلطة الفانية . [email protected]