من يريد أن تكون له مكانة وحضور في ساحة الفعل الوطني لابد ان يكون عند مستوى أمانة المسئولية وعلى قدر عالٍ من البذل والعطاء في سبيل الوطن وعزته وأمنه واستقراره ووحدته ولابد ان همه الأول والأخير الشعب صاحب السلطة ومصدرها وأن يضع المصالح العليا للوطن فوق المصالح الذاتية الخاصة والأهواء الضيقة وأن يكون ولاؤه لله ثم للوطن فوق ولائه لحزب أو تنظيم سياسي. إن الوطن في أمس الحاجة إلى مصداقية الرجال وقوة العزيمة وشدة البأس ولم يعد الوطن اليوم يحتمل المزايدات والمناكفات ولن يقبل بمن يريدون ان يتاجروا بدماء المواطنين ويزايدوا بها أمام العالم وعلى أولئك ان يدركوا أن محاولة الغواية والتضليل التي مارستها القوى السياسية على المجتمع الإقليمي والعالمي قد فضحها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بتوقيعه على مبادرة الأشقاء في دول مجلس التعاون المزمنة وان تباكيهم وشكواهم قد اتضح زيفها وبهتانها ولا سبيل إلا للصدق وحده من أجل الفلاح والنجاح. إن المرحلة المقبلة من العمل الوطني لا تحتاج إلى التشدد الحزبي والإرهاب الفكري وإنما تحتاج إلى صفاء ونقاء الذهن الوطني لنتمكن من تجاوز الأزمة ومخلفاتها وتحتاج المرحلة المقبلة إلى الوفاء الشديد بالالتزامات والتعهدات والدستور والقانون بدون مجاملة أو ميل إلى الأهواء الحزبية، لأن اليمن أبقى لأجيالنا وأعظم لهويتنا ولذلك فإن الذين في قلوبهم مرض ينبغي مصارحتهم بعوارض أمراضهم النفسية المزمنة وتوضيح حقائق أمرهم وخطورة آثاره على المجتمع ومستقبل اليمن. إن المرحلة المقبلة من العمل الوطني تحتاج إلى روح الوفاء والوئام والتلاحم الوطني والإنساني في سبيل اخراج اليمن من محنته من أجل حياة آمنة ومستقرة ويمن واحد موحد تسوده الحكمة اليمانية وتتعزز وحدته الوطنية ويزداد ايمانه بالولاء الوطني، فهل يدرك الذين مازالوا في غيهم وعماهم هذه المعاني؟ نأمل ذلك بإذن الله.