يبدو أن قضية القاعدة أصبحت «شماعة» يستخدمها الجميع لتحقيق أطماع ومصالح متعددة. بقايا النظام السابق يريد أن يقدم نفسه أنه الوحيد القادر على حرب القاعدة، مع أنه أثبت أنه أفشل الناس، بل بسببه تحولت القاعدة إلى جيش..... (أمريكا) غير واضحة هي الأخرى في حربها مع القاعدة، فهل تريد فعلاً القضاء على القاعدة أم بناء (قاعدة) لتبني (قاعدة)؟. إذا صح الحديث عن رغبة أمريكا بإرسال قوة أمريكية إلى ( أبين) لمحاربة القاعدة بحجة أن الجيش المتمركز حوالي (أبين) غير مؤهل لدحر القاعدة، هو كلام مريب يجعل الحديث عن لعب أمريكا نفسها بورقة القاعدة لتبرير التدخل العسكري في اليمن بعد خروجها من أفغانستان لدواعٍ داخلية وانتخابية وأجندة أخرى تنتقل من دائرة نظرية المؤامرة إلى التطبيق العملي، وهو أمر مضر بمصالح أمريكا ومن المستبعد أن تتورط بعد كل تجاربها، وقرار مثل هذا سيخلط الأوراق ويقلب الطاولة وسيجد العنف شرعية وسيكسب مشروعية وتمدداً ومبررات جديدة ومختلفة، وإذا أراد العالم أن يحافظ على الاستقرار في المنطقة وحفظ مصالحه ومساعدة الشعب اليمني كما يدعي فما عليه إلى أن يساعدنا عن طريق مجلس الأمن ويضغطوا بأوراقهم العديدة التي لم يستخدموها بعد لإنهاء دور الرئيس السابق وإخراجه من المشهد السياسي هو وأولاده. الجيش اليمني قادر على طرد القاعدة من أبين وغير أبين ومعهم الشعب ... المشكلة في الجيش الذي يحاصر صنعاء وليس أبين، وبدلاً من إرسال قوات أمريكية برية وندخل في دوامة وقضية احتلال يقلب الطاولة رأساً على عقب وتداعيات لا نعلم إلى أين تذهب بنا، فإن الأصوب والأمثل أن تضغط أمريكا والمجتمع الدولي في صنعاء لتسليم اللواء الثالث حرس إلى القائد المعين والإسراع في هيكلة الجيش وتوحيده بشكل صحيح لا (صوري)، تحت قيادة الرئيس المنتخب (عبد ربه هادي) وكل شيء بعدها سيتم بسهولة ولن نرى بعدها لا قاعدة ولا ارهاباً ولا (أم الصبيان) ...... اعتقد أن من يلعب بورقة (القاعدة) على حساب الشعب اليمني ستصيبه اللعنة وحده.