خلا الفرح من المدينة وصار العصفور بلا عش زاغت الأحلام وذعر الطفل في أيامه وحلمه ومستقبله، كبر همه والتاع ضوؤه . أغلقت الابواب، شاع الدمار وطار الدخان، وصار العش بلا عصفور، وبكى الثوب الجديد عاد إلينا الغبار والرماد مكللا بالحمق والغباء معلنا الحرب على الحب والطفل وازهار الندى . مجرم بكل حروف المحبة وأيات الحكمة . أحاط بالصوت الهامس مرعبا . في بيتي كنت وحدي , أغلقت حجرتي، سددت منافذ الحرف , وأفاق الحبر، غادرتني حروف البن غاضبة لم تعد تبحث عني أوعنك ياوطني . ضربوا الجدران الدافئة والأرصفة المبتسمة . ندم الحرف لأنه ابتسم يوما معلنا ميلاد هؤلاء الحمقى . قتلوا محمد ,وعلي وخالد وكل الشهداء . كثر الكلام وشحب القلب وأصغى الموت لما يقال وصار القيل والقال نافذتهم المطلة لذبحك ياوطني تسللوا البحر , وسرقوا قنوات وقطرات الفرح هدموا الدار والمسكن والفرح. حلوى العيد ومذاق السكر وأهازيج الأحلام غادرت مع أوراق الصباح مذعورة ساندت السهل والرمل المملوء برائحة الدخان يا ذاكرة الخلود ويا حروف البقاء تعالي وسلمي على وطني أغضبي وتألمي لما حل بهذه الديار . حين سكب الموت مراش الشهداء . لكنك نشرت الأحزان والأوجاع بعيدا وأعلنت أن فجر الصباح قادم . وأن شمس اليوم الباهته ستغدو مشرقة وسينشد وجه الشهيد ألف قصيدة للصغار سينشد ............. معلنا كم أحبك يا وطني.........