الحادث الإجرامي والإرهابي المتوحش الذي أودى بحياة كوكبة من أبناء قواتنا المسلحة صباح الاثنين الدامي 21 / 5/ 2012م هو في شكله ومضمونه سلوك لا يمت بصلة إلى الإنسانية والعقيدة والأخلاق والروح الوطنية، وينم عن مدى ما وصلت إليه النفوس المريضة من سقوط مشين أمام الله والمجتمع والوطن والعالم بأسره. ثم إن تنفيذ هذا العمل الإجرامي في هذا التوقيت المتزامن مع احتفالات شعبنا ووطننا بالعيد ال22 للوحدة اليمنية لهو دليل ساطع لا يقبل الشك على مدى العداوة والبغضاء والحقد الكبير الذي يكنه هؤلاء المجرمون لليمن أرضاً وإنساناً وحياة ومنجزات وطنية وتنموية شاملة بغرض إبقاء الوطن في حالة من الخراب والدمار والاقتتال والفوضى، وبما يحقق مآربهم الدنيئة ويقطعون الطريق أمام كل المبادرات والوفاق والحوار الوطني الذي من شأنه الوصول بنا إلى حلٍّ جذري للأزمة والعودة بالحياة إلى سابق عهدها مليئة بالأمن والاستقرار والعطاء. ولكن!! فليكن كل ما حدث ويحدث ونتوقع حدوثه من مجازر متوحشة ينفذها مجرمو وإرهابيو الحياة الإنسانية من عصابات تنظيم القاعدة ومن يقف وراءهم داعماً وشريكاً “كما عرفنا من الأخبار الواردة عن إعلان القاعدة مسئوليتها عن مجزرة السبعين“، وأقول ليكن كل ذلك موجوداً، فهل من المنطق والحكمة أن نجعل من مثل تلكمُ الأحداث مواضيع للمزايدة على الساحة السياسية في بلادنا؟ إن هذا لو حدث والعياذ بالله مصيبة عظيمة لن تخدم المرحلة الحوارية المقبلة بقدر ما سوف تزيد من تأزيم الوضع. فالحقيقة التي يجب على كل الفرقاء إدراكها اليوم أكثر من أي وقت مضى هي أن هناك أطرافاً دخلت اللعبة وبقوة وبعداوة شديدة لليمن وكل ما عليه من إنسان وحياة، وأهم هذه الأطراف هي تنظيم القاعدة.. وحتى لا يختلط الحابل بالنابل علينا وفينا جميعاً علينا جميعاً الرجوع إلى جادة الصواب وتحكيم العقل والضمير الإنساني والوطني والديني والأخلاقي والعمل وبصورة جماعية من قبل كافة أطراف المبادرة الخليجية والوفاق الوطني على إنجاح الوصول إلى الحوار وإنجاحه والعمل بمتقضاه في معالجة كل الخلافات العالقة من أجل اليمن. إن مجزرة السبعين التي انفطرت لها القلوب صباح الاثنين الدامي 21/ 5/ 2012م بصنعاء بقدر ماهي جرح غائر في جسد الوطن والشعب وقواتنا المسلحة الباسلة وذكرى عيدنا الوطني ال22 للوحدة اليمنية بقدر ما جاء مناسبة فارقة المتنصل عن أداء واجبه الوطني بعدها إنما هو متآمر يسير في فلك أعداء الوطن، من أجل ذلك فإن مثل هذه الأعمال الإجرامية تفرض علينا جميعاً الصحوة الجادة والتنكر للذات والمصالح الضيقة والجلوس على مائدة العمل الموحد كفريق وطني واحد مصلحة اليمن لديه فوق كل اعتبار. وحتى يتحقق مثل ذلك فإن على أطراف العمل السياسي والعسكري إثبات حسن النية للشعب والوطن ويكفينا مهازل.. وأعتقد أن ضبط الرسالة الإعلامية الرسمية والحزبية بما يتوافق مع المصلحة الوطنية في مثل هذه الظروف وكذلك ضبط الجاهزية الأمنية عملياً على الساحة اليمنية في مثل هذه الظروف هو المؤشر على صدق النوايا والإخلاص والوفاء لهذه الأرض وهذا الشعب الأصيل. أما إن استمر الوضع كما هو عليه فإن ذلك يهيئ للأعداء المتربصين بالوطن المناخ والمساحة الواسعة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية المعادية.. وحينها فلن يغفر لنا التاريخ. وإذن علينا أن نكون عند قدر المسئولية الملقاة على عواتقنا، ونكون جديرين بالثأر للوطن والشعب وقواتنا المسلحة التي تتعرض للأعمال الإرهابية المنظمة أو فلنصمت ولا نظل كما نحن عليه.. ورحم الله امرأً عرف قدر نفسه وندع القادرين على الوفاء مع الوطن يسيرون وبكل فداء.