تواجه اليمن اليوم عدة تحديات.. وتحولات كبيرة وخطيرة على كافة الصعد: سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً، تنموياً.. بالرغم أن هناك قضايا متراكمة وفساداً إدارياً ومالياً مازال جاثماً على بعض مؤسسات الدولة المختلفة، إضافة إلى أوضاع اقتصادية متردية وخانقة انعكس آثارها على الحياة المعيشية للمواطن. كما أن هناك بعض القضايا العالقة بأمن واستقرار البلاد؛ تمرد في شمال الوطن.. وحراك انفصالي في الجنوب.. وخلايا إرهابية نشطة تحاول زعزعة وإقلاق أمن الوطن والمواطنين.. لهذا أو ذاك يعيش الوطن مرحلة مخاض عسيرة، وفي منتهى الخطورة. لذا لابد من مواجهة كل هذه التحديات والأزمات بعقلانية وموضوعية وشفافية مطلقة، والتصدي لها بشحذ همم وعزائم كل القوى السياسية بكافة أطيافها وألوانها ومشاربها الحزبية والمذهبية والطائفية والأيديولوجية.. وتوحيد الرؤى، وتماسك الجبهة الداخلية.. ورص الصفوف لمواجهة كل المتربصين بالوطن سوءاً.. نحن – اليمانيين - دائماً نستعجل النتائج دون دراسة متأنية فاحصة.. وهذا ما يقود إلى عواقب كارثية مؤلمة.. لذا علينا أن نعالج خلافاتنا، وأزماتنا بحكمةٍ وموضوعية بعيداً عن التأثيرات السياسية أو الحزبية أو المذهبية. في البداية لابد أن نضع عناوين موحدة لهذا الحوار تحت سقف الثوابت الوطنية العليا.. وأن مصلحة الوطن فوق أية مصلحة مهما كانت.. هناك تحديات ومخاطر محدقة بالوطن.. وهناك بطالة وفقر مدقع.. وانفلات أمني بصورة مفزعة.. وهذا يستدعي من كافة القوى السياسية والوطنية، ومنظمات مدنية وحقوقية وعلماء وأدباء وأكاديميين الوقوف إلى وحدة الوطن أرضاً وإنساناً ووحدةً.. والضرب بيد من حديد ضد كل من يحاول شق وحدة اليمن. فاليمن أمانة في أعناقنا جميعاً.. وعلينا أن نتكاتف من أجل مصلحة اليمن وأمنه واستقراره.. فالمسؤولية تكاملية ومشتركة بين كافة أبناء الوطن.. فالهدف الأساسي من الحوار إنقاذ اليمن مما تعانيه من أزمات خانقة وتحديات خطيرة والنأي به عن مهاوى الفتن والحروب الأهلية.. فالحوار الجاد والمسؤول هو المخرج من تلك الأزمات والصراعات. فالحوار الوطني الصادق يفرض علينا مسؤوليات جسيمة وعظيمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة في هذه المرحلة الانتقالية الخطيرة التي تمر بها البلاد.. دعوة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - واضحة وصريحة لكافة القوى السياسية والوطنية الفاعلة أن يكون الحوار جاداً ومسؤولاً تحت سقف الشرعية الدستورية، والالتزام بالثوابت الوطنية. لذلك لابد من توافر عوامل النجاح لهذا المؤتمر الوطني.. فهناك قضايا سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية في منتهى الحساسية والخطورة، ولابد أن يراعى فيها جوانب عديدة، ولكن مصلحة الوطن هي دائماً العليا. وليكن في علم الجميع أن أزمات الوطن لا تحل بالحسم العسكري، ولا بقوة السلاح، ولا بالترهيب والتهديد وإنما بالحوار الجاد والمسؤول مع توافر النوايا الصادقة والمصداقية في تبادل الرؤى والأفكار والآراء دون تحيز أو إملاء.. مع توفير كافة الضمانات لتنفيذ كل الإجراءات والفعاليات والحيثيات والتوصيات التي خرج بها المؤتمر.. وصدق أفلاطون حينما قال: «من يئس اليوم بقبول النصيحة التي لا تكلفه شيئاً فسوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف والندم بأغلى الأسعار». وليعلم الجميع بأن الحوار هو بمثابة المحطة الأخيرة لحل كافة قضايانا وخلافاتنا وأزماتنا.. لذا فلنكن حريصين على انتهاز الفرصة قبل فوات الأوان.. وكان الله في عون اليمن..