يكفي ما نحن فيه.. ولكن لسنا متشائمين ولا يائسين من رحمة الله.. رغم ما تمر به بلادنا من ازمات خانقة.. واوضاع اقتصادية في غاية التردي.. لا يختلف اثنان ان هناك عقبات وتحديات تحول دون تنفيذ نتائج ومخرجات الحوار خاصة في الفترة الحرجة الحساسة التي تمثل اهم واخطر فترة تمر بها البلاد.. مشكلتنا الاساسية اننا شعب واعٍ وفطن وذكي ولكن لدينا العناد والمكايدة وفلسفة القضايا من اجل الوصول الى مآرب شخصية.. أو حزبية أو مذهبية.. ونتناسى مصلحة الوطن العليا وسيادته الوطنية.. نحن نتحاور ونختلف لكن من اجل مصلحة الوطن الكبرى.. وليكن خلافنا واختلافنا ليس من اجل ارثنا الثقافي السياسي أو الايديولوجي أو المذهبي أو العقائدي بل من اجل الوطن ارضاً وإنساناً ووحدةً وانتماءً.. علينا ان ندرك حجم القضية والمسؤولية الوطنية التي تقع على اعناقنا، ونتحمل الامانة الوطنية بصدق ومصداقية بعيداً عن النعرات الطائفية أو المذهبية أو الفكرية.. فإن لم توجد بوادر رؤى توافقية بين كافة ابناء الوطن على اختلاف مشاربهم وأطيافهم الفكرية والسياسية والايديولوجية أكانوا في السلطة أم المعارضة فإن الوضع سيزداد تأزماً وتعقيداً والضحية دائماً هو الوطن.. والمواطن.. لذلك لابد من وضع خارطة انقاذ وطني لرأب الصدع.. وترميم وصيانة مآسي الماضي بكافة صوره وأشكاله.. وتضميد جراحات ما خلفته السنوات العجاف التي اوصلت البلاد الى مرحلة اللادولة.. أو مرحلة الفوضى والغوغائية.. فالشأن اليمني لا يعالج بالتدخلات الخارجية.. ولا بالضغوطات الحزبية.. ولا بالاملاءات المذهبية.. وانما يعالج بتوحيد الرؤى والاصطفاف الوطني والجلوس على مائدة مستديرة.. وقبل هذا وذاك لابد ان نخلع عباءة التمذهب والتعصب والعصبوية الرعناء ونتحاور ونختلف من اجل بناء اليمن الجديد.. والدولة اليمنية المعاصرة.. بدلاً من تمزيق النسيج الاجتماعي.. وحياة اللادولة والشتات والضياع.. فالوقت يمر مر السحاب.. ونحن مازلنا نختلف على مسائل هامشية وقضايا ثانوية ضيقة لا تخدم الوطن بل تمزقه شيعاً واحزاباً.. وهذا مالا نرضاه لنا وله.. فالبلاد اليوم باتت في كف عفريت إما ان نكون أو لا نكون.. لا مجال لتمطيط القضايا والمشكلات اياً كانت.. ولا داعي لركب موجة الحماقات الرعناء.. ولا فائدة من المماحكات والتعصبات العمياء.. ولندع سياسة الكيل بمكيالين.. ولنعلم ان الوطن في أمس الحاجة الى تلاحم وتعاضد كافة ابنائه شمالاً وجنوباً.. شرقاً وغرباً.. فالوطن يحتاج منا اليوم خاصةً في هذه المرحلة العصيبة الى تنازلات عديدة.. وتناسي مآسي الماضي بكافة صوره وانواعه.. فالمصالحة الوطنية يجب ان يكون هو الشعار المرفوع لهذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن.. لهذا وذاك.. لا نجاح.. ولا توافق في الرؤى والافكار.. مالم تكن قراراتنا نابعة من القلب الى القلب.. وتعبر عن قناعة ذاتية حقيقية دون املاءات أو قيود.. اما التلاعب بالالفاظ والعبارات والكلمات وتمطيط القضايا فهذا سيؤدي الى سقوط المعبد على رؤوس الجميع.. وحينها ولات مندم!!.. فلا تطفئوا شمعة الحكمة اليمانية بافواهكم قبل أوانها.. فخيوط الفجر البيضاء مازالت ترسل اشعتها عبر الأفق.. انها فرصة ذهبية تمر من عمر الوطن قد لا تعود..!! فلنعض عليها بالنواجذ قدر المستطاع من اجل اليمن.. وكان الله في عون الجميع.. رابط المقال على الفيس بوك