البعض أرادوا التغيير من أجل يمن جديد ودولة مدنية حديثة وهو مطلب الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني والبعض أراد التغيير من أجل مصالحهم سواء الشخصية أو الحزبية الضيقة على حساب المصلحة العليا للوطن والشعب، ولذلك نجد هؤلاء ومنذ مطلع العام الماضي وهم يكرسون ثقافة الفوضى والتخريب ويغرسون في النفوس الأحقاد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد بل وعلى مستوى الأسرة الواحدة.. شعارهم «إذا لم تكن معي على الحق والباطل فأنت ضدي». البعض أرادوا التغيير من أجل مستقبل أفضل ويمن خالٍ من الفساد والمفسدين والنهابين والمتنفذين.. أرادوا يمناً يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات أمام الشرع والدستور والقانون.. وأرادوا يمناً تتحقق فيه العدالة والمواطنة المتساوية لجميع أبناء الشعب اليمني دون استثناء والبعض الآخر أرادوا تحقيق مكاسب حزبية وشخصية حتى وإن كان ذلك على حساب تدمير الوطن ومقدرات الشعب وتقويض الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي.. فهؤلاء ينظرون إلى المصلحة الوطنية العليا من زاوية مصالحهم الحزبية والشخصية ولذلك فلا يهمهم ماذا سيحل بالوطن والشعب بقدر ما يهمهم المكاسب والمصالح التي سيحققونها والثمار التي سيجنونها. لقد تجرع أبناء الشعب اليمني على مدى عام كامل الكثير من المآسي والآلام جراء الأزمة السياسية والتداعيات المؤسفة التي أفرزتها ورغم تحقيق الوفاق الوطني والتوافق السياسي الذي تم بين أطراف الأزمة بموجب مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم «2014» ورغم انتقال السلطة عبر انتخابات رئاسية مبكرة توافقية وتشكيل حكومة وفاق وطني مناصفة بين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأحزاب اللقاء المشترك وشركائهم ولجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار إلا أنه وللأسف الشديد لا تزال تداعيات الأزمة تفرض نفسها بقوة في واقع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. فالأعمال التصعيدية والاستفزازية لا تزال تتواصل بصورة يومية والاختلالات الأمنية وقطع الطرقات وتعطيل مصالح الناس ما زالت حاضرة والاعتداءات على المنشآت الحيوية الهامة وفي مقدمتها «منشآت النفط والغاز والكهرباء» متواصلة بشكل شبه يومي والمليشيات المسلحة الخارجة عن النظام والقانون لاتزال متمترسة في شوارع أحياء الحصبة وصوفان والجامعة والحي الليبي في العاصمة صنعاء ولم تستطع حكومة الوفاق الوطني ولجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار إقناعهم بالتي هي أحسن أو بالقوة بترك مواقعهم والعودة إلى مناطقهم التي قدموا منها إلى أمانة العاصمة وكذلك عدم التمكن من فتح طريق صنعاء - مأرب.. فهل من مصلحة الوطن والشعب استمرار هذه المظاهر والأعمال التخريبية والأجواء المتوترة وحالة اللاأمن واللااستقرار.. وهل من مصلحة الوطن والشعب استمرار أجواء التوترات والحملات الإعلامية غير المسؤولة والمناكفات والمماحكات السياسية والحزبية؟ وهل تكريس ثقافة الكراهية والأحقاد والفوضى والتمرد على الأنظمة والقوانين يخدم الوفاق الوطني والتوافق السياسي؟.. أسئلة مشروعة تبحث عن إجابات شافية من أصحاب المصالح الشخصية والحزبية «دعاة التغيير» لتحقيق مصالحهم على حساب مصالح الشعب والوطن.