- الديمقراطية تعني اختيار من يحكمه من خلال انتخابات مباشرة وحرة ونزيهة لرئيس الدولة والمؤسسة التشريعية والمؤسسات المحلية ومجالس الشورى.. وفي ضوء ذلك تتحدد الحكومة إما برلمانية, أو رئاسية أو بالشراكة في المسؤولية.. وحين أقول حكومة نيابية.. أي أن يكون المكلف برئاسة الحكومة له اختيار أعضاء الحكومة, ويكون مسؤولاً أمام البرلمان وحكومته, أو يكون الحكم رئاسيا ويقوم رئيس الدولة المنتخب هو المسؤول عن تشكيل الحكومة.. ومسؤول هو وحكومته أمام مجلس النواب, أو يكون الحكم بالتشاور والشراكة بين رئيس الدولة ورئيس الحكومة وبالتالي يكونا مسؤولين أمام مجلس النواب.. طبعاً الأفضل أن يكون الحكم نيابيا, أو رئاسيا. - وعلى أي حال فإن فوزحزب بالحكم بالانفراد او بالتحالف فان الحكم يعني أن يقوم بقيادة الدولة من خلال رئيس ونواب وحكومة, وفقاً للدستور والقوانين النافذة, وليس استجابة لرغبات ومزاج الحزب, أو التحالف الحاكم, ولايجوز للحاكم حزباً, أو تحالفاً أن يقوم بإعادة ترتيب الدولة ومؤسساتها, حسب أجندته التي تتضمن مصالحه.. فمثلاً يقوم كل وزير بتغيير واستبدال كل القيادات العليا والوسطية والفرعية, والدنيا لوزارته بقيادات أخرى من حزبه مالم تكن هناك إدانة قانونية يستحق بموجبها هذا الموظف أو ذاك الإبعاد, والاستبدال ومع ذلك بتوجب ألا يأتي الموظف الجديد أو البديل وفقاً للمعايير الحزبية.. وإنما وفقاً للمعايير الوظيفية المحددة بالقانون. - إن فوز أي حزب بالانفراد, أو بالتحالف بالحكم لايعني أن تصبح الدولة والبلد والشعب ملكاً خاصاً به.. يتصرف فيهما كيف يشاء, وبما يخدم أهداف وغايات الحزب, وبالتالي يمكن أعضاء حزبه من كل الوظائف العامة في مؤسسات الدولة إلى حد يكون البواب وعامل النظافة من الحزب.. فالوظيفة العامة حق لكل الشعب.. ويقتصر دور الحزب الحاكم على القيادات العليا في الحكومة كالوزراء ورؤساء المؤسسات والمصالح لأن الهدف هو تنفيذ برنامجه السياسي والتنموي..