هاهي مأساة الكهرباء.. تعود ثانية.. بعد خروجها عن محطة التشغيل الرئيسية لها في محافظة مأرب جراء تعرضها لتخريب كبير من قبل بعض الخارجين عن النظام والقانون.. الأمر الذي ترتب عليه انقطاع التيار الكهربائي عن معظم المدن اليمنية ومنها مدينة تعز.. التي يكاد معظم أحيائها وحاراتها تعيش في ظلمة حالكة من أمرها.. وبالذات هنالك حارات لايصل إليها التيار سوى لدقائق محدودة خلال ال24 ساعة، ومن ذلك منطقة الحصب، حارة المناخ، فضلاً.. عن المناطق المجاورة لها.. والتي تعاني نفس المشكلة.. نتيجة لعدم وجود توزيع سليم للتيار الكهربائي من قبل المعنيين في مؤسسة كهرباء تعز.. وهذا مايجعل الأمور أكثر تعقيداً ليس على مستوى هذه الحارة.. أو تلك وإنما تكاد مسألة كهذه تشمل كل الأحياء والحارات داخل المدينة.. عدا هناك بعض المناطق التي تظل مضاءة بصورة مستمرة دون انقطاع عنها وهذا لايسر أحداً، بقدر ماكان يفترض أن تكون هنالك عدالة في التوزيع.. ولو لساعات معينة في اليوم والليلة ولكن لم يحدث مثل هذا، بل لازالت أمور كهذه تسير بطريقة هوشلية.. وبعيدة عن المسئولية والتي كان ينبغي من أولئك القائمين عليها أن يكونوا حريصين في مسألة التوزيع للتيار وإن كان بالقدر المحدود لكل منطقة.. دون مجاملة لهذه أو تلك إنما مايعتمل هو خلاف ذلك.. وهذا مايدل على عدم فهم البعض لمسئولياتهم والتي تحتم عليهم أن يكونوا عوناً للوطن والمواطنين لاسيما حال قيامهم بعملية التوزيع للتيار.. خاصة وأن هناك مايستدعي مراعاة ظروف الطلاب الذين يؤدون امتحاناتهم العامة للشهادة الأساسية والثانوية.. ناهيك عن الأمور الأخرى، التي تتعلق باحتياجات الناس في منازلهم وبالتالي هو مايستوجب من المعنيين مراعاة ذلكدون تلكؤ أو تهرب من المسئولية الملقاة على عاتقهم.. وخصوصاً في هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها بلادنا في كافة جوانبها.. وباعتقادي بأن أمراً كهذا هو ماينبغي من حكومة الوفاق الوطني أن تضطلع بدورها ومسئولياتها تجاه مايجري على مستوى الواقع من تخريب ودمار سواءً لأبراج الكهرباء أو التقطع للمسافرين في الطرقات وغيرها وهذا لن يتأتى إلا من خلال الاصطفاف الواحد لمكونات العمل السياسي في الحكومة وبقية الأحزاب الأخرى.. وكذا كل شرائح المجتمع اليمني، والعمل في بوتقة واحدة من أجل مواجهة كل مايسيء إلى الوطن.. وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها لكي تتوفر حاجيات الناس من الكهرباء.. والمياه.. والغاز.. وغير ذلك من الحاجيات الأخرى.. التي يتطلع إليها المواطن.. ومنها الأمن والاستقرار والحياة المعيشية المناسبة.