- “كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”حديث قدسي. الصيام عبادة خفية ليست ظاهرة..وهي بين العبد وربه ..أي لا يعلم أن العبد صائم إلا الله، والصائم ذاته .. فلا رياء، ولا نفاق فيها، ولا مظهرة أمام الناس...فالصائم حين يصوم تصديقاً، وإيماناً .. إنما صومه لله ..رغم الفوائد المادية، والروحية، والنفسية التي تعود على العبد الصائم.. إلا أن الله سبحانه وتعالى اختص هذه العبادة به وأنه سيجزي العابد بها .. والله سبحانه وتعالى حين يعد فوعده صادق ..فهل يصدق المسلم مع ربه في هذه العبادة، وهذا الفرض؟! لأن الصدق مع الله هو قمة الإيمان .. والإخلاص في العبادة لا يأتي إلا من مؤمن خالص بالله، ومثل هذا العابد هو الأحب إلى الله،والأقرب منه، والأكثر تقوى .. بل هو التقي النقي. - نحن الآن في الأيام الأخيرة من الشهر الكريم شهر رمضان المبارك، وفيها يتم العتق من النار لكل من أخلص العبادة وصام إيماناً واحتساباً .. فإذا خرج رمضان بقي الصائم المؤمن المحتسب لله على التقوى .. ومخافة الله سبحانه وتعالى في كل حياته، ومعاملاته وعلاقاته، وممارساته، وسلوكياته. - فالصيام فرض على المسلمين كما فرض على الذين من قبلهم .. لماذا؟! الإجابة: لعلهم يتقون.. أي برجاء أن يصبح المسلم متقياً لله ..أي أن الصوم الخالص لله، إيماناً واحتساباً يؤدي إلى التقوى .. والتقوى تؤدي إلى استقامة الحياة، واستوائها، وصلاحها بين المسلمين، أما المسلم الصائم كطقس من الطقوس، وكنوع من التغيير الحياتي.. فإن الصوم لا يؤثر فيه.. وعليه يعود إلى عاداته وسلوكياته، وممارساته التي كان يمارسها ويسلكها قبل رمضان.. بعكس ذلك الذي صام إيماناً واحتساباً فإن التقوى تكون قد أصابته فاستقامت حياته وأقلع عن كل ما كان يمارس ويسلك قبل رمضان ..وهي ممارسات وسلوكيات خالية من تقوى الله ومخافته .. أي منحرفة.