بالأمس كانت لي مقاربة حول الفنانة آمنة النصيري ، وقد أخطأت بقولي (الفتاة آمنة) بدلاً عن ( الفنانة آمنة) وقد مر هذا الخطأ غير المقصود على المراجع ، وألتمس له العذر في ذلك لاستقامة المعنى في كلتا الحالتين ، وبمناسبة الأخطاء الطباعية غير المقصودة ، وبالرغم من المراجعات المتكررة التي يحرص عليها الكاتب والمحرر والمراجع اللغوي ، سنجد أن الأخطاء تظل واردة، بل ومحرجة في بعض الأحيان ، وغالباً ماتربك المقاصد التي أرادها الكاتب ، وهذا يعيدنا إلى الخصوصية الصعبة في الكتابة العربية التي تجابه سلسلة من الفخاخ البصرية والشكلية ، ومنها على سبيل المثال النقاط التي تميز بين الأحرف المتشابهة كالنون والتاء والثاء، وكالجيم والحاء، والسين والشين ، والياء والألف المقصورة . لكن الأفدح يكمن في الهمزات وتلاوينها الثلاثية ، ناهيك عن الصوتيات العربية التي تضعنا أمام تسعة احتمالات لكل ساكن ، مما نعرفه جميعاً في الفتحة والكسرة والضمة والسكون والشد والمد والفتحتين والكسرتين والضمتين. هذه المنظومة الصوتية وغيرها من تجليات التكرار والتشابه تجعل الكتابة العربية عصية على تخليصها من الأخطاء غير المقصودة ، ومن هذا المنطلق يمكننا تخيل الأخطاء النحوية والصرفية الموازية لهذه الاحتمالات . أعان الله مراجعينا في الصحافة اليومية ، وألهمنا وإياهم الصبر . [email protected]