إلى أولئك النفر النشاز الذين مازالوا يغردون خارج الزمن الثوري، والربيع العربي، يرتدون ثياب الجمهورية نهاراً ويخلعونها ليلاً.. لأنهم رضعوا من لبن العرقية والعنصرية والطائفية والملكية حتى الثمالة .. يحسبون انفسهم من علية القوم ووجهاء القبائل وهم أجهل خلق الله انساناً بأعراف وقيم وتعاليم وثقافة القبيلة.. عقولهم وافكارهم مشحونة بثقافة الاستعلاء والكبرياء.. والتعالي.. فالجهوية والنعرات الجاهلية تجري في عروقهم مجرى الدم.. وثقافة الكهنوت المستبد والقرون الوسطى تشرئب من وراء احاديثهم ومخاطبتهم للآخرين ونسوا او تناس هؤلاء ان اصولهم وجذورهم الاولى من سيدنا وأبينا آدم عليه السلام.. الذي خلق من طين. إذاً علامَ الاستعلاء.. ورمي بيوت الناس بالحجارة وبيوتهم من زجاج..؟! انبذوها إنها خصلة جاهلية.. ونعرة قبلية مقيتة.. حاربها الاسلام منذ اربعة عشر قرناً من الزمان.. اين نحن من قصة بلال بن رباح الحبشي وسلمان الفارسي وصهيب الرومي والعالم الجليل التقي النقي عطاء بن ابي رباح الحبشي..؟!! هل يعلم اولئك النفر النشاز ان هؤلاء من اشراف آل البيت النبوي؟! ليس بأحسابهم ولا بأنسابهم ولا بإنتماءاتهم القبلية او العشائرية او الطائفية او المذهبية.. وانما بالتقوى والعمل الصالح.. هذا هو مقياس الاسلام في كل عصر ومصر.. وزمان ومكان.. اتدرون يا هؤلاء من هو ابو لهب..؟! انه من اشرف البيوت القرشية حسباً ونسباً وعراقة.. وعم رسول الله.. ولكن كيف كانت نهايته وعاقبته..؟! اتركوها ايها الجهلاء الاغبياء فإنها منتنة قذرة.. وعلينا ان نتخلق بتعاليم ومبادئ وقيم الاسلام النقية السمحاء.. الاسلام آخى بين بلال الحبشي، وابي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي بالأخوة الإسلامية التي هي اقوى وأمتن من الروابط الاسرية والسلالية والقبلية والطائفية. علينا أن نفهم الإسلام فهماً سليماً وصحيحاً من ينابعه الأصلية التي جاءت من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة دون تحريف او تزييف او تحوير.. الإسلام لا يعرف التوريث في المناصب او الإمارة او المشيخة.. ولا يعترف بالأحساب.. ولا بالأنساب.. ولا بالأسر الآرية او السلالات العرقية مهما كانت درجة صفائها ونقائها الدموي او العرقي او السلالي.. إنما مقياس الاسلام الحقيقي في قوله عز وجل: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عندالله اتقاكم إن الله عليم خبير».. سورة الحجرات «12». والسخرية والاستهزاء بالآخرين نبذهما الإسلام جملة وتفصيلاً وليستا من سمات المؤمنين الصالحين بل من سمات الطالحين العاقين, يقول عز وجل في محكم التنزيل: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيراً منهن ولا تلمزوا انفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون».. سورة الحجرات «10». من هنا لا تبخسوا الناس أصولهم ولا جذورهم مهما كانت ولا تصنفوا المواطنة بين الناس ولا تفصلوا الوطنية حسب امزجتكم.. لأن فاقد الشيء لا يعطيه.. كم من اناس من ذوات الحسب والنسب والاعراق وهم غارقون حتى النخاع في بحور المجون والضلال والتيه والفساد والانحطاط الخلقي والنفسي والفكري. والله العظيم لو كل منا بحث عن اصله وفصله وجذوره لوجدها اما حبشية او تركية او فارسية او بريطانية او هندية حتى ولو من الجد الحادي عشر. اذاً لاداعي للتعالي وأسلوب الفرعنة..!! وصدق رسولنا الكريم القائل: «كلكم لآدم وآدم من تراب لا فرق لعربي على اعجمي ولا ابيض على اسود إلا بالتقوى».. اتركوها فإنها منتنة، ذميمة، قذرة. ليعلم الجميع اياً كانت منزلته القبلية او السلالية او العشائرية او الطائفية أنها لاتزن جناح بعوضة في ميزان المقياس الاسلامي الانساني، وليعلم هؤلاء بأن الاسلام لم يأت إلا لمحاربة تلك النعرات الجاهلية الذميمة.. والفتنة نائمة لعن الله من ايقظها من سباتها العميق.. كيف بالله عليكم نريد ان نبني جيلاً وسطياً معتدلاً في الحقوق والواجبات والقيم والمفاهيم الوطنية وعقولنا مازالت تعتنق مثل تلك الافكار الجاهلية السقيمة..؟, أفيقوا يا ابناء اليمن إنها الفتنة الحالقة لا تحلق الرؤوس.. ولكن تحلق الدين والوطن بأكمله.. وصدق من قال: «معظم النار من مستصغر الشرر..» وكان الله في عون اليمن..!!