في سياسة أو علم إدارة الأزمات دائماً هناك نظرية تقول:”إذا أردت أن تتهرب من مسؤولية البناء فعليك أن تشغل الآخرين بالحرب”،هذه النظرية أنا قائلها وليست في علم إدارة الأزمات ولا شيء, المهم أنه بعد كل عملية صراع تنتهي تظهر عادةً فكرة صراع جديد بين جماعات جديدة, هذه هي طريقة الفاشلين للتمسك بالسلطة والإدارة, وهي ذاتها الطريقة التي أدار بها النظام السابق العملية السياسية طوال فترة حكمه, والآن ظهرت جماعات جديدة تمارس ذات الطريقة السيئة, فبعد إقصاء صالح وبعض قياداته من السلطة كان لابد للقوى المهيمنة في البلد أن تتحول لعملية البناء مباشرة؛ لأن الحرب كانت قد دمرت فكرة ومشروع الدولة, لكن الذي حصل هو الدخول في عملية صراع جديد تمثلت هذه المرة بين التجمع اليمني للإصلاح وجماعة الحوثي, تجاوب معها الأغلبية من قواعد الجماعتين, وبدأت الحرب الإعلامية وبعدها كلٌ عَمر بندقه بطريقة غوغائية وساذجة خدمة لمصالح قيادة الجماعتين, بمعنى المنفعة في المنطقة الضيقة في أعلى هرم سلطة الجماعتين. ولإعطاء الصراع بُعداً دينياً كان لابد من تصدير خطاب تحريضي طائفي لكسب تعاطف أكبر, طبعاً مش الدين هو الطريقة الأسهل لتخدير إرادة الجماهير, إذاً خلينا نوهمهم إنه صراعنا هذا إنما هو صراع أحفاد الله في الأرض ضد أعداء الله, متجاهلين أن العالم الآن لم يعد يحترم فكرة الاستقطابات الطائفية والمذهبية والعرقية, وأصبح من يمارس عملية الاستقطابات هذه هم أراذل القوم وأسوأهم أخلاقاً أياً كانت ديانته أو طائفته أو عرقه, وانشغلت الجماهير والشعب بهذه الصراعات، وسبرت الأمور عند الجماعة في أعلى هرم السلطة، وسنة تجر سنة، وعقد يجر عقداً، والجماعة هم ذاتهم، والصراع هو ذاته، مع قليل حوائج, ومش بعيد يكون في تنسيق بين قيادة الجماعتين من شأن استمرار الصراع وتطويره, يعني أي واحد تطلع عنده فكرة جديدة يطرحها على الطرف الآخر من شأن يطبقها على جماعته, يعني يجلسوا يتضاربوا بالشعب. يا قيادة الإصلاح, يا قيادة الحوثي, يكفي مله عيب, تحسبوا الناس كلهم مقعيين بعدكم وهُبل ولا أحد بيفهم حقكم الأساليب الشيطانية هذه, عاد الناس تفكر وتعقل, وهذا الأسلوب مش مناسب في هذه الفترة, اعذبوا الشيطان وقوموا ساعدوا الناس تبني بلادها بدل ما تجلسوا تحرضوهم على تدميرها؛ لأنه بعدين بتثور ضدكم قواعدكم وبتذكروا كلامي هذا, والله المستعان.