عام دراسي جديد يتبنى همومه وزير جديد في حكومة جديدة، ومدارس تستقبل 600 ألف طالب جديد في الصف الأول الابتدائي وخمسة ملايين طالب مستخدم متواجدين في المدارس من الأعوام السابقة، وكتب قديمة.. وبعملية جمع بسيطة للغاية يصبح لدينا خمسة ملايين وستمائة ألف طالب وطالبة في عموم مدارس محافظات الجمهورية، أي أن الوزارة ملزمة بتوفير مناهج دراسية كاملة لهؤلاء الطلبة.. وهذا مالم يحدث ،ربما لو توجهنا بالسؤال إلى الوزير الجديد عن سبب النقص في الكتاب المدرسي. على الرغم أن الكتاب المدرسي متوفر بكميات هائلة في البسطات ويباع بأسعار سياحية.. التعليم مجاني في بلادنا بدليل أن على ولي الأمر أن يدفع مبلغ ثلاثمائة ريال من أجل أن يلتحق طفله بالمدرسة وهي حسب الإدارات المدرسية رسوم الكتب، وحين تطالب بالكتب يقولون لك الوزارة لم تصرف كتب «سير اشتري من الباب» أي باب اليمن.. في إحدى مدارس العاصمة وحسب مديرة المدرسة لم تصرف وزارة التربية والتعليم سوى سبعة وعشرين منهجاً للصف الأول الابتدائي وعدد الطلاب المسجلين يفوق الخمسين، وزعت الكتب للسبعة والعشرين المبشرين بالرضا والقبول، وبقي 23 طالباً بلا كتب ولكنهم لا يعفون من الرسوم التي تؤخذ أصلاً مقابل الكتب، ولأني إنسانة مصابة بالوسواس القهري فلم أستطع أن أمنع عن نفسي هذا السؤال الذي يؤرقني وهو إلى أين تذهب رسوم الطلاب الذين تنصحهم الإدارة بأن يشتروا الكتب من “ المفرشين” ..؟؟ وهل تعلم وزارتنا الجديدة عن هذا أم أن غض الطرف هو من سيمائها؟؟ من المسئول عن بيع الكتب للبساطين؟ وماذا بشأن الآباء الذين يعجزون عن شراء الكتب هل يتعلم أبناؤهم هواء أم بالريحة ؟ هناك أيضاً جريمة كبيرة تمارسها كثير من المدارس في حق أطفالنا في الصفوف الأولية، وهي توزيع المناهج المرتجعة من طلاب الأعوام الفائتة «ياسعم اقتصاد » حيث تصرف كتب الرياضيات -بالذات - لطلاب المراحل الأول والثاني والثالث الإبتدائي وهي كتب تشبه كرت التلفون لا تستخدم مرتين لأن التمارين الموجودة فيها تكون محلولة من الأعوام السابقة ولذا لا يستفيد الطفل منها شيئاً سوى الغباء.. أعتقد بل أؤمن أن أطفالنا يستحقون الافضل، لماذا تأبى وزارتنا إلا أن تكسر فرحة الطفل حين يذهب إلى المدرسة ويعود إلى البيت بغير كتاب أو بكتاب ممزق، هذا ليس عدلاً البتة .. الأطفال يبتهجون بالجديد وفي أول يوم لهم في المدرسة يفرحون بالكتب الجديد والنظيفة أكثر من فرحتهم بالملابس الجديدة والألعاب.. أصيل ابن أخي في عامه الثاني عاد من المدرسة يحمل كتباً ممزقة مهترئة، اعترض على ابيه في المدرسة« أنا ما أشتي هذه شوف كيف هي مفعص» فرد عليه أبوه «يا ابني افهم سمعت الاستاذ أيش يقول مافيش غيرها » ولكن أصيل الذي حمل الكتب على مضض حين صعد إلى الباص تركها على إحدى الكراسي ، وحين صرخ أبوه في وجهه رد عليه «عادي هم أصلاً مقطعين» ..!! نريد تعليماً جيداً لأطفالنا ، نريد كتباً تغطي حاجتهم.. [email protected]