هانحن ندلف عاماً دراسياً جديداً نتمنى أن يكون أفضل تنظيماً واستعداداً من الأعوام التي سبقته وإن كنا لا نؤمل الكثير في هذا الجانب، إلا أننا على الأقل نتمنى أن تختفي ولو قليلاً الاختلالات التعليمية والدراسية التي تترحل من عام دراسي إلى آخر، وتفرض علينا أن نظل ندور في نفس الدائرة المغلقة، فمع بداية كل عام دراسي تتكرر نفس الاختلالات التي رافقت العام الدراسي السابق والأعوام الدراسية التي قبلها وكأنها عصية على الحل. من هذه الاختلالات معضلة غياب الكتاب المدرسي التي لا تزال تلازم مسيرة التعليم في بلادنا مع أن مطابع الكتاب المدرسي تطبع كل عام مئات الآلاف من الكتب المدرسية ولكننا لا نعرف لماذا لا تصل إلى المدارس؟ ولماذا تجد طريقها إلى «المُفَرِّشين»، بينما تضل طريقها إلى الوجهة الصحيحة المفترضة لها (المدارس) ؟! ولكننا هذا العام يحدونا الأمل أن تختفي هذه المعضلة خاصة وإن وزارة التربية أكدت أن هذا العام هو أول عام يتم فيه اكتمال المنهج المدرسي قبل بدء الدراسة وتسليمه إلى إدارات المدارس لتوزيعه على الطلاب. وأيضاً نعرف جميعاً أن هناك قراراً وزارياً يقضي بإعفاء طلبة الصفوف من (1-3) أساسي من الرسوم المدرسية، لكن للأسف هذا القرار غير معمول به إلا في بعض المدارس ليس لإيمان مديري هذه المدارس بضرورة الالتزام بالقوانين أو لأن ضمائرهم حية، بل كما قال أحد المختصين لأنهم لا يمتلكون الجُرأة والشجاعة للقيام بهذا الفعل، بينما المدارس الأخرى لا تضع اعتباراً لأية قرارات أو توجيهات وزارية أو غير وزارية، وتفرض على الطلاب الرسوم التي تريدها ومن لم يعجبه فليبحث عن مدرسة أخرى تقبله وفق توجيهات الوزارة. وهناك أيضاً مسألة فرض بعض المدارس رسوماً غير قانونية على الطلاب والطالبات تارة باسم الأنشطة المدرسية التي لا روح ولا نشاط فيها وتارة تحت مسمى رسوم اختبارات شهرية مقابل تصوير أوراق الامتحانات والتصحيح، ويجب على كل طالب أن يدفعها شهرياً وإلا سيعرّض نفسه للحرمان من الامتحانات، وهناك رسوم أخرى نقدية وعينية تحت مسميات شتى، حيث أصبح الطالب مطالباً بأن يشتري المسّاحات والطباشير (بالألوان) ويدفع ثمن تجديد لون وطلاء السبورة وإصلاح أي قطع أثاث على حسابه. وهذا العام أضيفت معضلة أخرى إلى العملية التعليمية والتربوية وكأن ما تعانيه من مشكلات ليست كافية، ونقصد هنا مرض «انفلونزا الخنازير» المرض الذي أجبر القائمين على التربية والتعليم تأخير انطلاق العام الدراسي أسبوعاً واحداً، وحتى الآن لم نفهم لماذا أسبوعاً بالذات؟ هل أن هذا المرض سيختفي نهائياً في غضون أسبوع؟ أم أننا نملك الأمصال المضادة لهذا المرض وسنلقح بها طلابنا قبل انطلاق العام الدراسي حتى يبدأوا عامهم الدراسي دون خوف؟ قد يكون الإجراء صحيحاً من باب أخذ الاحتياطات والاحترازات الوقائية لمنع انتشار المرض في صفوف أبنائنا الطلاب ولكن ما الذي يجعلنا في مأمن من انتشار المرض مع بدء الدراسة خاصة وإن اللقاحات الخاصة بهذا المرض غير متوفرة حتى الآن في الدول التي ظهر فيها؟! هذه بعض من المشاكل والاختلالات التي تصيب العملية التربوية والتعليمية ببلادنا في مقتل وتتطلب من المعنيين في التربية والتعليم وضع الحلول والمقترحات لاستئصالها واتخاذ إجراءات صارمة ضد كل من يسهمون ببروز وتعاظم هذه المشاكل، نتمنى ذلك!!