خطاب الفرقاء في اليمن يعود إلى نقطة أو محطة فارقة في القول والفعل.. لست متشائماً ولا محبطاً مما يجري في بلادي لكنها ظروف المرحلة ربما فرضت علينا أن نقبل بأنصاف الحلول وأن نكون في آخر السلم عربياً وعالمياً ونهادن من أجل وطن، من أجل نصف حياة.. اليمنيون وحدهم ومنذ الطفولة لا يجدون مدارس، مجرد مدارس مبنى وإن كان بلا معنى ولا قيمة ليتعلموا ويقال إنهم خريجو مدارس، فاليمن البلد الوحيد في هذا العالم الذي يتسابق الأطفال فيه للذهاب إلى المدارس بداية كل عام وبمئات الآلاف ففي هذا العام أعلن خمسة ملايين طالب وطالبة بينهم أكثر من 600 ألف طفل يلتحقون بالصف الأول الأساسي.. واليمنيون وحدهم يتخرج منهم من الثانوية العامة نهاية كل عام ما يزيد عن 200 ألف طالب وطالبة ولا يجدون المقاعد الجامعية أو المعاهد الكافية لاستيعابهم فقط لا تتجاوز مساحة استيعاب شباب اليمن 20 % أو أقل من هذا بكثير في وقت يتمنى الاشقاء في الجوار أن تكون لهم أعداد مثل هؤلاء يقفون في طوابير الصباح يبحثون عن مقعد دراسي في هذه الجامعة أو تلك.. اليمنيون وحدهم الذين تتنوع خيرات بلادهم من ثروات بترولية وغازية وزراعية وسمكية وأخرى وأخرى وعندما تبحث الدولة عن إيرادات هذا الفرع أو ذاك لصالح الدولة التي تقدم خدماتها للفرد اليمني لا تجد مدخولاً سوى الفتات فأين تذهب بقية الأموال؟ أين تورد تلك الأرقام؟ لا أحد يمكنه فك الشفرة في يمن المستقبل، والتساؤلات تبدو من الأهمية بمكان إيرادها فهل يعقل مثلاً أن يكون مدخول اليمن من الغاز لا يزيد عن 36 مليون دولار فقط.. وهل يعقل أن يكون مدخول اليمن من الاتصالات لا يتجاوز ال25 مليون دولار ألم أقل لكم إننا في بلد استثنائي في كل شيء.. في اليمن فقط لا يتوفر سوى سرير واحد في المستشفيات اليمنية لكل عشرين ألف مريض وفي اليمن وحدها يذهب ما يقرب من 80 % من ميزانية وزارة الصحة كرواتب للموظفين فما الذي ننتظر أن تفعله الصحة ببقية المبلغ ال20 %.. وفي اليمن وحدها أيضاً تذهب 92 % من ميزانية وزارة التربية والتعليم كرواتب للموظفين.. في ظل أرقام كهذه ما الذي ينتظر الناس في بلادنا أن تقدم لهم حكومتهم؟! [email protected]