1 يعد ملف المخفيين قسرياً في اليمن أحد اكثر الملفات المسكوت عنها والتي تتحاشى النخب السياسية والحزبية الحديث عنها أو وضعها في اجندة قضاياها ومطالبها السياسية والحقوقية. وعلى الرغم من بشاعة تلك الجريمة ومعرفة الأطراف التي تقف وراءها ،الامر الذي يثير عدة تساؤلات عن سبب تواطؤ كافة الأطراف عن متابعة هذا الملف الذي يقدر ضحاياه بالمئات وربما الآلاف، خصوصاً أن سقف المطالب السياسية والحقوقية قد ارتفع ليصل إلى حد إسقاط اركان نصف النظام، إلا أن الاصوات التي تطالب بإنهاء معاناة آلاف الاسر اليمنية تجاه عملية الإخفاء القسري لأفرادها مازالت اقل من المستوى الكفيل بتحريك المياه الراكدة وتشكيل ضغط جماعي ومجتمعي لإماطة اللثام عن مصير الضحايا. 2 منذ حوالي أسبوعين قرر الفنان الشاب والمبدع مراد سبيع أن يوثق بريشته صور ضحايا هذا الملف و المسكوت عنه طويلاً الذي يمكن وصفه بالكابوس الاسود الجاثم على حياة مئات الاسر اليمنية بسبب حالة الانتهاك التي تعرضت لها بجريمة الإخفاء القسري التي مارستها الانظمة السابقة في شطري اليمن. 3 لكن يبدو أن هناك أطرافاً مازالت قلقة من إثارة هذا الملف وتحول حملة رسم وجوه الضحايا على الجدران الى قضية تتبناها الثورة او شبابها أو تعيد بناء وتشكيل تكتل اسر الضحايا في كيان منظم يسعى إلى كشف مصير الضحايا ويقوم بملاحقة مرتكبي تلك الجريمة، تلك الاطراف قامت بمحو وتشويه الرسومات وصور المخفيين القسريين في جسر مذبح شمال العاصمة صنعاء، وبالتأكيد يظل الجلاد خائفا من ضحيته ومن امكانية مقاضاته وملاحقته على جرائمه التي لا تسقط بالتقادم أو بانتهاء الظرف السياسي الذي تمر به البلاد ، وهذا ما يؤكد أن من قام بجريمة محو الرسوم والصور هو من كان يقف وراء الجريمة الأصلية. 4 مايقوم به مراد أتمنى أن يحفز جميع اليمنيين لإنهاء حالة الاستلاب والسكون ازاء هذه الجريمة وأن يتحركوا من اجل الضغط على الجهات المعنية للكشف عن مصير الضحايا وتقديم المجرمين للمحاكمة وتعويض أهالي الضحايا. 5 البلاد اليوم مقبلة على مرحلة العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وبالتأكيد سيكون ملف المخفيين قسرياً أحد أهم بنود قانون العدالة الانتقالية وبالتالي يجب أن يتم البدء بعملية التحقيق في هذا الملف والكشف عن مصير ضحاياه وتعويض الاهالي والاسر وقبل ذلك تقديم الجناة للقضاء العادل ليقول كلمته فيهم وفي جرائمهم. [email protected]