احتفت بلادنا باليوم العالمي للسياحة والذي يصادف ال27 من سبتمبر من كل عام حيث كانت البدايات الأولى للاحتفاء بهذه المناسبة من قبل المنظمة العالمية للسياحة في العام 80م من الألفية الثانية. بعد أن اختير ذلكم التاريخ من قبل الجمعية العامة بناء على توصية من المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية وفي الدورة الثانية عشرة التي عقدتها الجمعية العامة لمنظمة السياحة في أكتوبر عام 97م تم الاتفاق على تحديد بلد مضيف كل سنة ليكون محور للاحتفاء باليوم العالمي للسياحة وبعد أن تم الاحتفاء بهذا اليوم العالمي في جمهورية الصين الشعبية والأمريكيتين وفي القارة السمراء “غانا” جاء ترشيح بلادنا الجمهورية اليمنية لاستضافة الاحتفاء باليوم العالمي للسياحة في العام 2011م إلا أن الظروف التي مرت بها البلاد حالت دون تلك الاستضافة لترحل إلى ال27 من سبتمبر المنصرم من عامنا الجاري وفي ذلكم العرس السياحي الذي احتضنته تعز برعاية محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي شوقي أحمد هائل وبحضور الأخ عبدالجبار عبدالله سعيد وكيل وزارة السياحة لشئون الخدمات والأنشطة ومدير عام مكتب السياحة بتعز صادق محسن صلاح وعادل الخولاني مدير عام الأنشطة بالوزارة وقد قدمت خلال ذلك اليوم وخلال ورشة العمل المصاحبة للاحتفال بشعارها الهادف “السياحة والطاقة محرك التنمية المستدامة والمتجددة” العديد من أوراق العمل المواكبة للمناسبة وعديد الكلمات المعبرة، إلا أن ما شد الاهتمام تلك الكلمة الهادفة التي ألقاها الأخ شوقي أحمد هائل محافظ المحافظة والتي شدد من خلالها على ضرورة الاهتمام بالسياحة في بلادنا باعتبار اليمن جوهرة سياحية نادرة وذلك من خلال التعاون الجاد والمثمر لإيجاد وخلق بيئة نظيفة وملائمة تسهم في إنجازها عديد من الجهات والقنوات المسئولة وليس وزارة السياحة بمفردها وفي هذا السياق عرج الأخ شوقي على الجوانب البيئية والأمنية مؤكداً على أن أداء القائمين عليها والمشتغلين فيها بطرق مثالية ينعكس بالإيجاب على تطور وازدهار الحركة السياحية والتي باتت اليوم كصناعة حيوية تعتمد عليها الكثير من دول العالم أكثر من اعتمادها على الثروات المعدنية والنفطية الكامنة في أعماق الأرض والقابلة للنضوب وكم كان رائعاً محافظنا الهائل شوقي وهو يخاطب الحضور من أرباب المطاعم والمؤسسات الغذائية والفنادق بمفردات سهلة ومعبرة خاطب من خلالها العقول والقلوب في آن واحد وبطرق مباشرة وغير مباشرة زود الجميع بعديد التجارب والخبرات التي يتمتع بها وهي خبرات ومعارف اكتسبها عبر محطات مختلفة مثل المجالات الإدارية والاستثمارية وخلال تواجده في محافظة تعز كمسئول للتخطيط والتنمية والمال في المجلس المحلي إضافة إلى زياراته العملية والسياحية لعديد الدول الأروبية والعربية والأسيوية وغيرها. مؤكداً للجميع بأن ما تتمتع به بلادنا من مواقع جذب سياحي ربما يفوق الكثير من الأقطار بما فيها تلك التي تعتمد في دخولها ومواردها بدرجة أساسية على السياحة.. مطالباً أرباب الشأن السياحي بذل المزيد من الجهد والتجديد في سبيل الارتقاء بمهامهم وصولاً إلى الغايات المنشودة التي ستنعكس عليهم وعلى المنتج السياحي وعلى سمعة الوطن وثقافته واقتصاده لا سيما بعد أن اختيرت تعز عاصمة للثقافة اليمنية مؤكداً بأن ذلك الاختيار الذي تزامن مع أفراح الوطن بالعيد الذهبي للثورة السبتمبرية المباركة لابد أن يضاعف من مجهودات وعطاءات كل أبناء المحافظة وفي شتى المجالات فالاستحقاق كبير ومشرف، وتعز تستحقه منذ أمد بعيد وحتى يظل الاستحقاق الثقافي قائماً فإن المحافظ شوقي فقد أحاط الحضور بأنه قد سعى وسيواصل السعي من انجاح وديمومة ذلك الاستحقاق الثقافي عبر الاهتمام بالبنى التحتية والمقومات الأساسية للثقافة مثل السعي لاستصدار قانون بإنشاء صندوق خاص يضمن لذلك القرار وذلك الاختيار الديمومة والاستمرار. ومن ضمن أهم الخبرات والتجارب التي سردها شوقي على الحضور وهو يخاطبهم ويطالبهم بضرورة تشغيل العقول والعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية كل من خلال موقعه بما فيهم أرباب المطاعم الشعبية ذلكم المشهد الذي عايشه وشاهده في زيارته الأخيرة لمدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة حينما شاهد في أحد مراكزها التجارية طابوراً طويلاً من الرجال والنساء وحينما سيطر عليه الشجن لمعرفة أسرار وحكاية ذلك الطابور الطويل آثر وبعد تفكير سريع التوجه إلى آخر نقطة في ذلكم الصف البشري بدلاً من وقوفه ضمن أولئك الواقفين المنتظرين لما كان يجهله ولم يرد على خاطره وما إن بلغ مبتغاه حتى فوجئ بمحل صغير ومتواضع تعلوه لوحة مكتوب عليها بابا روتي وهو يقوم ببيع الروتي والشاهي فقط لكنه يشهد إقبالاً من أولئك المترددين عليه على شكل طوابير وبطريقة مذهلة وخرافية تستحق الاهتمام والتوقف طويلاً وإزاء هذه التجربة الفريدة في الجانب العملي والاستثماري فإني أثق بأن كل من حضر تلك الورشة السياحية من المعنيين بالأمر قد استوعب الدرس ووصلته رسالة الهائل شوقي بوضوح واثق أيضاً بأن الهائل شوقي يحتفظ في جعبته بكثير من التجارب والأفكار التي ستحقق لتعز الكثير من الآمال وفي شتى المجالات وكان الله في عونه.