التخلي الناجز عن سياسة اليد السفلى يمثل الدرب الحقيقي للرفعة والنماء ، وبوسعنا أن نفعل ذلك استناداً إلى الحقائق الكيانية لليمن الكبير الممتد على رقعة جغرافية تصل إلى 555 كم مربع، تتوزعها جغرافيا طبيعية فريدة المثال، ويقيم فيها شعب يتمتع بثقافة عمل تاريخية، وبقدرة استثنائية على بناء الصروح الضخمة في مختلف البيئات والأحوال . هذه النظرة التفاؤلية ليست نابعة من فراغ ، ولا هي حالة وجدانية تتأسى بالرغبات والأماني ، ولكنها حقيقة موضوعية أراها رؤيا العين ،وأدرك أبعادها من موقع السارد العليم بدهاليز العلم الإقتصادي ومستجداته المقرونة بفلسفة الزمان والمكان . لكن هذا التفاؤل ليس له أن يتحقق في ظل الأوضاع القائمة والتي مازالت تجتر مشقة المحاولة العسيرة للخروج من النواة اللزجة للمركزية الإدارية والمالية المتجهمة.. بل تعيش أيضاً في حالة تشرنق كئيب داخل قوقعة المدلولة البسيطة القروسطية، رغماً عن العصر ومعطياته. وتلك لعمري فادحة الدهر في يمن الحكمة التائهة والعقل المخطوف. لا يمكننا الخروج من متوالية المتاهات القائمة إلا إذا قررنا مرة واحدة وإلى الأبد ..ذلك القرار الذي يمتطي صهوة المثال من خلال إلغاء الدولة القائمة ، واستبدالها بدولة عصرية اتحادية تفسح ملعب المشاركة للجميع ، وتلغي الاحتكار، وتعتد بمواهب شعبها، وتؤمن إيماناً راسخاً بأن سياسة اليد السفلى نقيض موضوعي لسياسة الاعتماد على الذات ، ومواجهة الحقيقة، والإيمان بصنع المعجزات، الميسرة تماماً إذا ما أخرجنا المواطنين من حالة الحصار الاقتصادي والتنموي والنفسي . عندها سنعرف القانون المطلق للنماء ... الاعتماد على الذات أولاً وثانياً وثالثاً ، والتخلي عن سياسة التسول في المحافل الدولية . [email protected]