يبدو أن شتاءً قارصاً في طريقه للقلوب والأجساد والآمال والأذهان .. يحمل في طيات هدير صمته أمواج الحذر الأشدّ .. والرؤى الأكثر عزوفاً عن منطق الألفة والاستحقاق الدافئ بوطنٍ أكثر أُلفةً وامتزاجاً بالأمان. ذلك أنّ الأحداث العصيبة التي مرّ ويمرّ بها شعبنا البائس المتطلّع لشمس الحقيقة تُذيب جليد الفتن والخلافات .. يبدو أنها في طريقها لجمودٍ أكثر وضوحاً في نزقه وصلافة رتابته الممنهجة وفق عداءاتٍ قديمةٍ متجددة تُديرها ذات الشبكات الموبوءة بالخلايا النائمة الموقنة بهلاكها في ظلّ دولةٍ مدنيّة متصالحة مع الإنسان .. والإنسان فقط. وما يحزّ في النفس هو هذا الإصرار العجيب من قوى تقليدية .. وأخرى تدّعي حداثة رؤيتها .. أو انطلاقها ظاهراً من شعاراتٍ تقدميّة .. تسعى تلك وهذه إلى امتلاك ذات النفوذ الأعمى لوطنٍ كثرت كبوات أمانيه .. واستعصت حلول تدابيره .. حتى بتنا كمن يبحث عن إبرة وفاق في كومة قشّ من المؤلفة عقولهم والكائدين لآمال أبناء شعبهم .. ناهيك عن صلفهم الماحق لكلّ فرحةٍ تلوح في الأفق. لهذا علينا ألا نتمادى في أحلامنا طالما الحلم مرتبط بالضعف .. وأشبه ما يكون بجدارٍ بلاستيكيّ مهمته تلقّي الضربات .. وامتصاص الطعنات والظهور مجدداً بتعافيه .. دون التمعن في هشاشة بنيته الداخلية التي ستتفتتُ وتتلاشى تحت تتابع الأوجاع .. وتتابع النهش من جميع الجهات العالقة في رصد الاستحواذ .. وتعميم الفوضى .. ليسهل لها سرقة أحلام الوطن بطرقها المفضوحة على الدوام .. مهما تعددت شعاراتها .. وتلونت خطواتها .. وبررت حقيقة مراميها التي لم تعد خافية على الجميع . [email protected]