تتكشف الحقائق في يمن الإيمان والحكمة من خلال ممارسة الضغط المباشر وغير المباشر من أجل تحقيق منافع ومصالح ضيقة لاتخدم الوطن والمواطن بقدر ماتخدم مراكز القوى التقليدية أو تعيق العملية السياسية وتعطل عجلة التنمية وتعرض الوطن إلى الخطر الخارجي وتمس السيادة الوطنية وتمنع اليمن من الاستفادة الكاملة من موقعه الاستراتيجي الذي حباه الله به. وكنا قد أدركنا ذلك الفعل غير السليم منذ انتخابات 1997م النيابية عندما فشلت بعض التنظيمات التي تمثل مراكز قوى في إحكام السيطرة والحفاظ على مواقعها التي تحمي مصالحها وفشلت في كسب الناخبين, الأمر الذي دفع تلك القوى إلى تمتين التحالف مع مختلف المتناقضات التي جمعها الفشل وعدم القدرة على الممارسة الديمقراطية, وجاءت الانتخابات الرئاسية والمحلية في 2006م لتؤكد رفض الجماهير لتلك القوى التواقة إلى فرض التخلف على الشعب من جديد. إن تلك القوى وقفت عاجزة عن فعل أي شيء يحقق رغبتها وطموحاتها غير المشروعة, وأدركت أن الممارسة الديمقراطية لن تمكنها من الوصول إلى السلطة أو على الأقل المشاركة فيها, وهنا تداعت مختلف عناصر تلك القوى لبحث مشاريع جنونية لغرض الهيمنة والسيطرة على الشعب, ويبدو أن القناعة لديهم جميعاً كانت قد انتهت باستعادة الشعب لحقه في امتلاك السلطة. لقد ظلت عناصر من تلك القوى تعمل على فرض العودة إلى الانقلابات وإلغاء الديمقراطية والتعددية السياسية والدفع إلى ارتكاب المزيد من المخالفات وتشجيع الفساد بهدف تهيئة الأجواء للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية وظلت تلك القوى تبحث عن شرارة تشعل فتيل الفوضى لإغراق المجتمع بالحروب الأهلية والعنصرية بهدف إحراق المراحل والتعجيل بالقضاء النهائي على الديمقراطية والتعددية السياسية التي لم تمكن تلك القوى من فرض الهيمنة والسيطرة حتى جاءت شرارة النار، وهو ماسنتناوله في قادم الأعداد بإذن الله.