كنا في البداية فخورين بأن هناك طيراناً يتبع القطاع الخاص طراز السعيدة ، وبداية كان مريحا ، ومع مرور الوقت كثرت الشكوى من طيران السعيدة ، ولم أكن أصدق بل اعتقدت أن ذلك نوع من الشائعات من قبل أناس أو جهات لها مصلحة ما. وبطبعي لا أحب أن أكتب وأنتقد أو أشيد بجهة أو شخص ما دون أن أرى بأم عيني أو أسمع من مصدر موثوق به وتعرض لمشكلة ما من تلك الجهة. وسأحكي لكم قرائي الأعزاء ما حدث من طيران السعيدة فحين وصلت فجر الجمعة الماضية إلى مطار صنعاء الدولي وبالتحديد الرابعة والنصف صباحا توجهت مع زميلة لي حجزت عودة لعدن بطيران السعيدة كي تؤكد الحجز أو تؤجله لليوم الذي يليه ، وكان المفترض أن تسافر في نفس اليوم الساعة الثالثة عصرا. وحين وصلنا لمكتب الحجز والمغادرة التابع للسعيدة في المطار لم نجد أي موظفين كي نتفاهم معهم قيل لنا سيأتون خلال نصف ساعة لأن هناك رحلة الثامنة صباحا لشبوة. انتظرنا ومرت الساعة دون أن يحضر أحد ، وكنت قد أقنعت زميلتي معه بدلا من البقاء في المطار تأتي لتنام عندي وسيذهب بها السائق الذي أتعامل معه قبل السفر بساعتين. وقبل خروجنا انتفض المسافرون واتجهوا لبوابة الميزان يحتجون على تأخيرهم من قبل السعيدة فهم ينتظرون في المطار منذ الساعة الحادية عشرة ليلا دون فائدة. لم يكن بيد العساكر ما يقولونه لهم ، فهم ليسوا متسببين في إهمال موظفي السعيدة ومسئوليها. توجهنا للخروج فوجدنا أحد المسئولين عن الحجز في طيران السعيدة، وقلنا له بأدب جم نحن قادمات من القاهرة، وزميلتي معها حجز بطيران السعيدة ونريد فقط تأجيل الحجز أو التأكد من الرحلة وموعدها لم يعرنا اهتماماً جدياً ، ولم ينظر في التذاكر ، وتحرك ونحن نتبعه ، وحين ألححنا عليه بالطلب رد ببرود انتظرن حتى أكمل عملي بعد ساعة وسأنظر في أمر تغيير الحجز بشكل شخصي. كنا متعبات وبدون نوم فقررنا أن نعود قبل السفر بثلاث ساعات ، وفعلا عدنا الساعة الحادية عشرة صباحا ، وأدخلت زميلتي عفشها ، وحين وصلت عند المسئولة عن الوزن نظرت في تذكرتها وقالت لها الموعد تغير ألم تبلغي قالت : لا إطلاقا ، ومن سوء حظها أن تلفونها كان مغلقاً بسبب سفرها ، فقيل لها انتظري في المطار للمغرب موعد الرحلة . فقلت لها غيري الحجز لبكرة الظهر طالما وأنت متعبة جدا بدلا من الانتظار وبالفعل غيرت الحجز لليوم التالي على أساس تكون في المطار الساعة الحادية عشرة صباحا وتنطلق الرحلة في الواحدة ظهرا. وفي اليوم الثاني استأجرت تأكسي مرة أخرى ووصلت للمطار الحادية عشرة صباحا ، وفي الساعة الرابعة عصرا اتصلت بي وصوتها متعب، ومرتعش وهي تقول : تعطلت الطائرة بالجو بعد تحركها وكنا في حالة رعب شديد مما جعلها ترجع لمطار صنعاء ، وتهبط اضطراريا ، ونزل منها الركاب. قلت لها سلامات ، ما رأيك ترجعين ، ونحجز لك بالباص ستصلين قبل الطائرة لم تصدق ، فقالت وعدونا سنسافر في أقرب رحله ، ظللت على تواصل معها ، وهي تقول بأن مسئولي السعيدة في المطار يقولون لها بعد ربع ساعة، بعد نصف ساعة ، وطال بها الانتظار ولم تسافر إلا الثامنة مساء. واتصلت بي بعد وصولها قرب التاسعة وهي في طريقها لأبين ، وتقول لي: لقد أصبنا بالرعب حين حدث خلل فني لطائرة السعيدة ، ويقال لنا بأن هناك أربع طائرات للسعيدة عطلانة. قلت لها شوفي أقرب صيدلية وخذي قطر الحديد حق الفجعه لأنك لن تحصلي على تعويض لو أصابك مرض بسبب فجعة التعيسة. قالت بألم : «والله صدقك هذا طيران التعيسة وليس السعيدة »، لم يعتذروا لنا حتى من باب الذوق ، وكأننا لسنا بشراً، لا ندري من المسئول ، ولمن نشكو حالنا التعيس من طيران التعيسة ؟!! قلت لها اشكي أمرك لله ، وقاطعي التعيسة مش ناقصين تعاسة ، ويكفينا ما نلاقيه من الكهرباء والمياه وغيرها». [email protected]