قبيل اندلاع الحرب الأهلية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ( 1861 - 1865 ) تحديداً قبل نشوب الحرب بسبع سنوات أقرت الدولة عمل استفتاء شعبي لتقرير مصير العبودية الذي كان يمارس وقتها , ومع بدء عملية الاستفتاء شعر أصحاب رؤوس الأموال بالخطر من حظر العبودية ، فعمدوا إلى تزوير نتائج الاستفتاء بكل الطرق بما فيها دفع أموال للناس للتصويت ضد حظر العبودية التي يعاني منها الناس أنفسهم , فكانت النتائج مخيبة لآمال كل المنادين بالحرية والتحرر ، فنشبت الحرب الأهلية بعد إعلان مجموعة من الولايات الجنوبية الانفصال وتأسيس الولايات الكونفيدرالية الأمريكية كدولة مستقلة عن الولاياتالمتحدةالأمريكية , ولم تنته الحرب إلا بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي « إبراهام لينكولن » تجريم العبودية والتأسيس لعهد جديد من الديمقراطية والحرية والتعايش , وضمن السود حريتهم ومساواتهم , وقطعت أمريكا الطريق على الدول الاستعمارية التي كانت تذكي الصراعات الداخلية لضمان بقاء نفوذها , وضمنت الولاياتالمتحدةالأمريكية مستقبلاً آمناً من التشرذم والحروب الأهلية لتتجه نحو بناء وتطوير قدراتها حتى أصبحت مع نهاية القرن العشرين أقوى دولة في العالم . لقد اعترف نظام الحكم في أمريكا بحجم الغبن الذي يمارس ضد مواطني الولايات الجنوبية التي كانت تنتشر فيها العبودية أكثر من الولايات في الشمال , ورافق هذا الاعتراف بوجود المشكلة حلول واقعية للمشكلة وأصدرت قرارات حاسمة لإنهاء هذه المشكلة . الفكرة هنا شبه مكتملة من تقديم هذا النموذج أو المثال , نحن في اليمن لدينا كثير مشكلات تراكمت منذ عقود بأسبابها المختلفة , اعتراف الدولة بهذه القضايا وإيجاد حلول لها مدعمة بقرارات حاسمة تعتمد على حل المشكلة متحررة من كل الحسابات الضيقة سيعمل على ضمور القوى الخارجية التي تستغل هذه المشاكل في ممارسة مشاريعها في بلادنا , ولن يتمكن النظام الحاكم ولا معاونوه من بتر الحبال السرية للقوى الخارجية ما لم يوجد حلولاً لمشاكلنا الداخلية . بمعنى صريح : عندما تقوم الدولة بواجبها تجاه الشعب وتفرض قانوناً يحمي الجميع بما فيه الدولة ذاتها , حينها سيكون عصياً على القوى الخارجية أن تجد لها مكاناً في الداخل.