المؤتمر الأول للنظافة بمحافظة عدن : لنقف في مواجهة القمامات .. أياً كانت !! تعيش النظافة في عدن أوضاعاً متردية منذ أكثر من عام ونصف العام ؛ بلغت أحياناً حدوداً غير محتملة جراء التراكم الهائل للقمامات ، واختلاطها في كثير من الأوقات والظروف بالمياه الآسنة ، ومياه المجاري ، وخصوصاً في مواسم الإضرابات العمالية ، والأعياد ؛ التي تنتهز لابتزاز الجهات المختصة والمواطنين في أحيائهم السكنية ، بسبب الدفع ، والتوجيه السيئ للعاملين البسطاء من قبل بعض القوى السياسية التي تحولت بقدرة قادر ، وبين عشية وضحاها ؛ من جلاد متوحش أدمن عقوداً طويلة أكل حقوق هذه الفئة المهمشة ؛ إلى مدافع هدام ، وهدام مدافع ، لا هم له سوى الهدم ، والهدم فحسب ، ولو كان المستهدف هو الوطن ، والمواطن ، وكل عزيز على هذه التربة الغالية . وتأسيساً على ذلك ؛ كان لا بد من وقفة جادة ؛ تتجلى فيها ضرورات المسؤولية الجماعية لكل المختصين ، وأرباب القرار ، وجهات القدرة ، والضبط ، والتنفيذ ، للوصول إلى قرار نافذ ، وإرادة موحدة لحماية البيئة ، والصحة العامة من عبث العابثين ، وتلاعب المتلاعبين ، ذلك أن المسألة قد غدت أكثر من جدية ، بل لا تقبل التهاون ولو كان من باب الإعذار ، وخصوصاً في ظل ما رأينا من عبث العابثين ، واستهتار المستهترين ، والذين يعملون ليل نهار على إحباط جهود قيادة المحافظة ممثلة بالأخ المهندس وحيد علي رشيد محافظ عدن ، وجهود قيادة صندوق النظافة وتحسين المدينة الذين يعملون ليل نهار على تجاوز هذا الوضع ،ومعالجة قضايا العاملين وتثبيتهم بعد أن قضى كثير منهم سنوات طويلة في ضياع تام لمعظم حقوقهم التي كان الواحد منهم لا يستطيع حتى مجرد ذكرها ؛ خوفاً من أن يسمعه أحد ؛ فيفقد مصدر رزقه الهزيل . ومن هنا ؛ تأتي أهمية عقد المؤتمر الأول للنظافة في عدن ، والذي تجري عملية التحضير له حسب علمنا وبخطى حثيثة للوصول إلى تصور شامل لأبعاده ، ومراميه ، والجهات التي ستشارك فيه ، وبما يمكن من اتخاذ القرارات الفاعلة لحماية بيئة ونظافة ، وجمال محافظة عدن الغالية ، وصحة ناسها الطيبين ، وإظهار عدن التأريخ بما يليق بها كمدينة حضارية ، وعاصمة اقتصادية ، وتجارية لليمن الموحد ، الديمقراطي ، والمزدهر . وبالتالي ؛ فإن المحك الحقيقي ، والتحدي الصعب سيبقيان ماثلان في إمكانية الوصول إلى تحقيق الأهداف التي سيعقد المؤتمر من أجلها ، وتوحيد الإرادات الفاعلة لكل المخلصين في حبهم لهذه المحافظة ، وللوطن الغالي ، ذلك أن معاول الهدم ما زالت فاعلة ، وتتحرك على كل صعيد ، وفي مواقع اتخاذ القرار ، إنها تهدم لتهدم .. لا يهمها وطن ، ولا تعبأ بمستقبل ؛ بقدر ما يهمها الهدم ، والانتقام ، ونصرة الأسياد ، ولو على حساب صحتنا ، ووجودنا الآدمي المشروع . وباختصار ؛ نقول : إذا كانت النظافة تمثل باستمرار ضمان البقاء لنا ، ولأولادنا ، وللأجيال القادمة ؛ فإن الواجب يقتضي أن نكون نحن إرادة الحياة الموحدة ؛ في مواجهة القمامات ، أياً كانت ، ومهما كان مصدرها ، ما لم ؛ فالله المستعان !! .. الله المستعان !!. [email protected]