أبشع ما توصل له الإنسان من وعي مخبول.. إنهما الانحراف الوطني الذي لايطاق، وهما الأشد وضاعة وتفاهة وكآبة وتعاسة إنسانياً ووطنياً. فالطائفية والطائفية المضادة من أوقح العوامل لازدراء الإنسان والوطن، بسبب تفشيهما ليس لنا سوى أن نتحسر بلا فائدة على ضياع الإنسان وقيمته، كما بسببهما لا تتجلى غير التلاشيات الموحشة للإحساس الضمني لمعنى الوطن، وذلك حد اعتقادنا المريع الساذج حينها بأن الكراهيات والكراهيات المضادة لا غنى عنها كل لحظة لفهم إنسانيتنا ووطنيتنا المشوهة من خلال إنسانيتنا ووطنيتنا المشوهة فقط، وصولاً إلى اعتبار مختلف مساعي الإبادات والإبادات المضادة أيضاً فضائلنا الجمعية التي لابد منها كاستعاضات وجودية مؤكدة تستبسل في إثارتنا للتوله بها أكثر، بينما تستسلم لها عواطفنا اللاواعية واللامعقولة دون ندم يستحق حينها كما بحب جارف يتدفق ويزهو بإغواءاته التي لا أشنع منها على الإطلاق.. اغواءات لغة الدم التحقيرية التدميرية الساذجة إنسانياً ووطنياً.