البعض اعتبر أن رسالتي إلى قواعد الأحزاب التي نشرت هنا قبل أمس كانت قاسية .. مشكلتنا دائماً هي الوقوف عند المظاهر والقشور والألفاظ أكثر مماينبغي ونحملها أكثر مما تحتمل على طريقة تنطعية «يموت الجمل ولايموت النحو» ولهذا نخطىء كثيراً ونتعثر مع أن الأغلبية قد استقبلتها بإيجابية.. الشارع الثوري مكسب تاريخي لأنه يمثل قوة المجتمع التي نبحث عنها وهو لا يكون قوياً إلا عندما يعبر عن القواسم المشتركة للوطن والثورة بنفس الحماس من جميع الأطياف وبوحدة متماسكة لا تؤثر فيها الرؤى المختلفة واختلافات وجهة النظر التي يفترض أن تكون في إطار المصالح العامة والمفروض أن يحافظ الثوار على كلمتهم الواحدة لتحقيق أهداف الثورة والعمل في الشارع لرفع مستوى القوة فيه،وإيجاد قيم وأخلاق خاصة نتعارف عليها لكي يستمر الشارع قوياً ويتحول إلى مؤسسة شعبية ضابطة توقف أي انحرافات قادمة ، فالثورة لم تقم على علي عبدالله صالح لأنه علي عبدالله صالح بل ضد قيم الاستبداد التي تنمو في غياب الشارع وتفتته ...واجبنا أن نعمق لدى الشعب الدفاع عن القواسم المشتركة وعن الحقوق والحريات ، وهذا يوجب أن يتعارف الثوار أكثر ويذيبوا الجليد المفتعل ولا يسمحوا لقضايا جزئية أن تتسرب إلى الشارع الثوري , هذا الشارع الثوري وطن لا يحق لأحد مصادرته وهذا يعني أن يقف الجميع وراء أهداف الثورة التي لم تكتمل بعد وتبقى المقرات للخلاف والحوار ...ويبقى الجميع في الشارع الثوري قوة واحدة وراء أهداف معروفة ومحددة .. وبعدين كلمة (صعاليك ) التي وردت ليست شتيمة فالصعاليك لفظ ينسجم مع الثورة والشهامة فقد اطلقت قديماً على شعراء الصعاليك الذين خرجوا إلى الصحراء ضد الظلم ونصرة المظلوم بأشعارهم ورماحهم ومنهم الشعراء الصعاليك الأشهر (عمرو بن الورد) و(تأبط شراً ) و( الشنفرى) صاحب معلقة (لامية العرب) الشهيرة ثم إن التعريف الشهير للصعلوك هو من لا مال له والفقير الذي بدد ماله، وكل مانريده أن لا يقوم بعض الثوار بتبديد رصيدهم النضالي خارج الموضوع والصف والمدرسة الثورية. [email protected]