كل أربعاء تتزاحم الأفكار وتتسابق الأحرف على بياض صفحتي أيها يجب أن أختار لعمودي ، فالموضوعات كثيرة والشارع يمتلىء بالمعاناة التي تلامس أوجاعنا كل يوم ، ولكن دعوني في هذه الإطلالة أقف مع من نعتقد يقيناً أنهم أجيال المستقبل ، بناة الغد الآتي إنهم طلاب المدارس . منذ أكثر من شهر فتحت المدارس أبوابها للطلاب ، الذين بالرغم من معاناتهم المختلفة وتنوع ظروفهم الاجتماعية إلا أنهم يتجهون للمدرسة بشغف ، يعبر عن حبهم للمدرسة التي تجمعهم بأقرانهم وبالأمل المفتوح على مستقبل يتمنون أن يكون أفضل من الحاضر ، ولكن يتفاجأ الكثير منهم أنهم سيظلون من دون الكتب المدرسية لشهر أو شهرين أو أكثر ، فهل ياترى ستستمر هذه المعاناة كثيراً ؟. قالت لي إحدى قريباتي إنها ستنزل إلى سوق التحرير لتشتري لولدها الكتب الناقصة ، فهناك تتوافر كل الكتب المدرسية ،كما أن هناك اتصالات من الأرياف للغرض نفسه ، و ما وصلني عن بعض المدارس يؤكد أنه لا وجود للكتاب المدرسي في المخزن المدرسي لبعض المدارس -الذي يفترض أن يستلم الكتب القديمة من الطلاب والطالبات في نهاية العام ويسلمها للطلاب التاليين في العام الجديد ، ثم يستوفي النقص بكتب جديدة -لذلك يلجأ أولياء الأمور إلى الشوارع والأرصفة في مدينة تعز لشراء الكتب الناقصة لأبنائهم ، وحتى نكون على بينة ، فالكتب المدرسية معروضة على أرصفة شارع جمال منذ بدء الإجازة ، وأنا دائماً أتساءل: كيف يتواجد الكتاب المدرسي على الرصيف ولا يتواجد في بعض المدارس ؟. سألت أحد بائعي الكتب المدرسية : من أين تأتي بالكتب؟ فقال لي: من التربية .. وسألته عن قيمتها وكيف تباع له فقال لي «جيز السوق» أي كما تباع للسوق ككل ...ترى هل كان صادقاً في حديثه معي ؟ هل يمكن أن يبيع مكتب التربية الكتب للباعة وأبناؤنا في المدارس بحاجة لها ؟ ولماذا ؟ . وأمر آخر يتعامل معه بعض مدراء ومديرات المدارس وكأنه ملكية خاصة لهم ، ألا وهو الوسائل التعليمية التي تصل إلى المدارس ، يخبئها بعض المدراء كأثواب العيد الخاصة بأولادهم حتى لا يلبسها الأبناء أو تتسخ ...يا هؤلاء ما هكذا تورد الإبل ,,,حافظوا على الوسائل التعليمية ، لكن المحافظة لا تعني منع الوسيلة عن الطلاب وتخزينها في المخازن لتأكلها الأرضة .... أما المدارس التي ترتفع أعمدتها في المناطق النائية في تعز وتفتقر إلى المعلمين ، فتلك قصتها مختلفة وسأتناولها في موضوع خاص بها ، ولكن على مدراء ومديرات المدارس أخذ التدابير مع مكتب التربية في تعز حتى لا ينتظر الطلاب كثيراً ، فكيف نطلب من الطالب أن يقرأ من دون كتاب ؟.