ما إن تمر في حارة من حواري العاصمة إلا وتجد مكتوباً على إحدى جدرانها وبخط أحمر لو أنت محترم وأمك محترمة لاترمِ القمامة هنا، ثم مكتوب تحتها بخط أسود ابن ال.... اللي يرمي القمامة هنا، فيأتي شخص آخر يحسب نفسه أكثر عقلانية ويعقب لاتكتب على الجدران ياحمار.. بس. هذه هي المعادلة التي يمكن أن نفك بها شفرة هذا الشعب الذي يكتب على الجدران أن الحمار من يكتب عليها.. حين قرر على محسن أن يصنع حظيرة لأسلحته ويحفظها فيها قبل عقود من الزمن، كان هدفه هو حمايتها ربما لأنه كان يعرف أن أسلحته غير هادئة ولا تلبث أن تهرب وترعى في معسكرات غيره، ولكنه مع ذلك لم يفكر بعد كل تلك السنوات من الخبرة العسكرية أن يجدد في سكن أسلحته، وهو العالم قبل غيره أنها حين تفزع لن يقف في وجهها أحد، ولن تهدأ حتى تحصد أرواح أبرياء.. ماحدث يوم الخميس من انفجار مخزن الأسلحة وإن كان حادثاً عرضياً أو مدبراً فإنه يجعلنا ننتظر قراراً بشأن إخراج المعسكرات، كل المعسكرات الموجودة في العاصمة والتي تحتل مساحتها الثلث من مجموع مساحة العاصمة، هذه المساحة التي يمكن استثمارها وخلق فرص عمل كثيرة فيها بدلاً من تجميدها لصالح الاسلحة والجيش، صنعاء بحاجة إلى حدائق ومتنزهات للأطفال، بحاجة إلى مدارس، بحاجة إلى كثير من المنشآت التي تخلق من هذه المساحة قدرة على الإبداع والعمل. لدينا مساحات شاغرة كثيرة خارج حدود العاصمة يمكن نقل المعسكرات إليها.. لدى الرئيس هادي أقل من عامين..نعم لن يستطيع تغيير كل شيء في هذا البلد، ولكنه سيرسم الخطوط الرئيسة أو مايمكن أن نسميه القواعد القوية، لبناء اليمن الجديد الذي قدم كثير من الشباب أرواحهم قرباناً ليكون. ماحدث من انفجار في مخزن الأسلحة في معسكر الفرقة ربما لن يكون خطأ يحسب على علي محسن، ولكنه تنبه عن أخطاء السياسة السابقة في هذا البلد، وهذه فرصة جاءت إلينا طوعاً لتخبرنا أن وجود هذه المعسكرات داخل العاصمة والمدن الرئيسية بشكل عام خطأ تبعاته لا تغتفر بالاعتذارات.. حين نقول نقل المعسكرات فلا نقصد الفرقة أو الحرس بل كلها بدون استثناء. كانت رشيدة القيلي قد أرسلت رسالة تشبه البيان صادرة من حلف الفضول للحقوق والحريات- منظمة خاصة بها- مفادها أن إخراج المعسكرات والعصابات المناهضة لسيادة الدولة وشرعية الثورة من العاصمة مقدم على إخراج معسكرات الدولة. انتهى كلامها لا رحمها الله.. كنا نعتقد أن الثورة ستجعلنا ننتهي من سياسة الكيل بمكيالين ولكن يبدو أن المطففين ظهروا بجلاء اكثر، مروجين أنهم إرادة الله وحزبه، كيف أصبح معسكر الفرقة هو معسكر الدولة، وبقية المعسكرات هي بنت الجيران ولا بد من إخراجها من العاصمة.. مع العلم أن وجود العسكر أصلاً في العاصمة يسبب فزعاً وقلقاً حقيقياً ، لذا حين ننادي بإخراج المعسكرات يجب أن لا نستثني، وإن كان الأمر مجرد مكايدات وخبث وتصفية حسابات بين أحزاب سلطهم الله على هذا البلد، فربما الأمر لا يعنينا نحن معشر اليمنيين غير المتحزبين، وربما ننادي بإخراج المدن من المعسكرات.. وكما قال احدهم “ شلوا لكم صنعاء مع الاراضي..” الفاتحة أثابكم الله.. [email protected]